IMLebanon

إعترفوا!  

 

قلّل بالأمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أهميّة بيان قادة الدول الاسلامية حول القدس، للأسف نتنياهو ليس مخطئاً، لطالما تعاطت إسرائيل بلا مبالاة وعدم اكتراث مع دول العالميْن العربي والإسلامي، و»التّوك» ليس في إسرائيل وطريقة تعاطيها مع هؤلاء فـ»التّوك» فيهم وهم يعلمون، ويقبلون!

 

في العاشر من الشهر الجاري اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، ونظرة على البيان «المشين» الصادر عن اجتماعهم والذي حُشيَ بمفردات لم تتجاوز حدود «رفض، أدان، طالب، حذّر، أبقى، تقييم الوضع، التوافق على خطوات مستقبليّة، تشكيل وفد للتواصل مع المجتمع الدولي»، فأيّ عدوٍّ سيخشى قوماً هذا أقصى ردّ فعل يأتون به!

لا شيء يدعو للتفاؤل بالبيان الصادر عن قمّة دول التعاون الإسلامي الذي اعتبر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل لاغياً وباطلاً، ذكّرنا هذا الاعتبار برفض العرب طوال عقود «الإعتراف» بدولة إسرائيل من يتذكّر اليوم لاءات قمّة الخرطوم بعد هزيمة حزيران المشينة التي كان من أكبر خسائرها سقوط مدينة القدس بيد إسرائيل، من يتذكّر اليوم «لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف»، وكانت إسرائيل يومها قد احتلّت وفي أيام خمسة فقط سيناء والضفة الغربيّة والجولان والقدس ومع هذا طلع الخاسرون ليدفنوا رأس خسارتهم في الرّمال!

من طرائف بيان دول التعاون الإسلامي أنّه أعلن القدس الشرقيّة عاصمة لدولة فلسطين، وأنّه دعا الدول إلى الاعتراف بها، قد يقول البعض إنّ هذا إغراقٌ أو إفراطٌ في الإحباط والسلبيّة من هذا الواقع المرير، ولكن نودّ لفت نظر الذين ما يزال لديهم ذرّة تفاؤل بقادة العالمين العربي والإسلامي، أنّه وللمفارقة يبلغ عدد دول منظمة التعاون الإسلامي سبعاً وخمسين دولةً، «يا أخي» ما الذي كان ينقص هذه الدول أن تردّ الصفعة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وتعلن اعترافها بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وأن تدعو دول العالم لتحذو حذوها وأن ينصرف مجموعة من رؤسائها ليجوبوا العالم ولقاء رؤسائه ودعوتهم إلى إعلان هذا الاعتراف؟!

ونلفتُ أيضاً الذين لا يزالون يملكون ذرّة تفاؤل بقادة العالمين العربي والإسلامي بأنّ منظّمة التعاون الإسلامي التي تتمّ خمسين عاماً على قيامها في 25 أيلول العام 2019، أنّها اجتمعت في هذه العقود الخمسة سبعة عشرة مرّة فقط، كان من بينها خمس اجتماعات طارئة فقط، وأنّها خلال هذه العقود الخمسة لم تقدّم ولم تأخّر في مصير العالم الإسلامي، على الأقلّ هي لم تسدّ جوع الجائعين من المسلمين في هذا العالم الإسلامي الكبير مع أنّ ثروات بعض قادة دول الخليج تطعم جياع العالم بأكمله ولسنوات طويلة فما الذي يدعونا إلى التفاؤل إذن، أو ما الذي سيخيف العدو الإسرائيلي من هؤلاء مجتمعين!

ومن طرائف منظمة التعاون الإسلامي أنّها تدّعي أنّ هدفها «حماية المصالح الحيويّة للمسلمين» وانّها طرحت أول انعقاد لها في مدينة الرّباط العاصمة المغربيّة مبادىء «الدّفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثّلة في القدس وقبّة الصخرة» وهذه القمّة عقدت بعد حريق المسجد الأقصى في 21 آب 1969. بالأمس انعقدت قمّة التعاون الإسلامي في لحظة تضيع فيها القدس المدينة المقدّسة بكلّ مقدّساتها، بعد انتظار تعاونٍ إسلامي وهميّ مرّ على إعلانه ما يقارب الخمسون عاماً!

صدّقوا، في هذه المحنة العظيمة لن تحظى القدس بأكثر من بيانات، وبيانات فقط.

ميرڤت سيوفي