IMLebanon

أسئلة حائرة

 

تُشكَر الدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والعالمية التي تتدافع لمساعدة لبنان في محنته القاسية. هذا دليلٌ على التضامن الإنساني المهمّ، إذا أردنا أن نُجرّدَه (على سبيل الإفتراض) من المصالح السياسية والإقتصادية الكبرى.

 

إنّ الكارثة التي حلّت بلبنان هي على قدرٍ خطِر من المأساة والفجيعة خصوصاً وقد صُنّفت الثالثة في التاريخ الحديث منذ قنبُلتَي هيروشيما وناكازاكي، من حيث الأضرار والإصابات وشمولية المدى الواسع الذي امتدت إليه آثار إنفجار المرفأ، وأيضاً قياساً إلى عدد سكان لبنان، بالنسبة إلى سكان اليابان حيث فُجّرت القنبلتان النوويتان… وهذا يستدعي، من دون أدنى شكّ، إهتماماً دولياً على نطاق عالمي كما يحصل عندنا. ولكن ثمّة أسئلة تطرح ذاتها بقوّة:

 

أولاً- لبنان الذي كان مَنسياً في المرحلة الأخيرة، وكثيراً ما قالوا لنا إنّ ملفّه سُحِب عن طاولة الإهتمام في العواصم الفاعلة، هل استَقطَب فجأة هذا الحشد من الإهتمام السياسي والإنساني على حدّ سواء فقط لأنه وقع فيه شهداء ومصابون وأضرار ضخمة؟

 

ثانياً- هل ثمّة سباق دولي على الإهتمام بهذا البلد الصغير لأنّ هناك مطامع في ثرواته الطبيعية التي يختزنها البرّ في الداخل كما المياه الإقتصادية في الأعماق تحت البحر؟

 

ثالثاً- هل أنّ هذه الفورة (المشكورة بالتأكيد) ستنتهي ما إن يتمّ تضميد الجراح أو أنّ عين العناية الدولية ستستمرّ على الوطن الصغير المعذّب؟

 

رابعاً- هل سيكون التنسيق القائم على الأرض بين المؤسسات الإنسانية التابعة لمجموعات الدول، رغم التضارب الإستراتيجي في ما بينها، مستمراً بالتواصل على الصعيد الأمني، أو أنّ كلّ طرف خارجي سيفتح على حسابه؟

 

خامساً- هل ستكون الدولة اللبنانية مرجعيّة فعليّة أو أنه سيتمّ تجاهلها وتغييبها؟

 

سادساً- أخيراً وليس آخراً، هل أنّ الخدمات الإنسانية المشكورة جداً تحتاج إلى هذا القدر من البوارج والطائرات والضباط والعناصر و… رجال المخابرات؟