IMLebanon

سكّروا هالدّولة  

 

لا حلّ لهذه الدّولة سوى إقفالها، “دكّانة عاطلة” على كلّ المستويات السياسيّة والأمنيّة والاقتصادية والمصرفيّة والمالية والصحيّة والغذائية والبيئيّة والعدّ لا ينتهي، “ولك سكّروها ريتا تنباع بالعزا”، نتائج فحوصات لوباء كورونا “متل الحزّورة” نتيجة تقول أنّ المواطن مصاب بكورونا ومختبر ثان يؤكّد أن نفس المواطن غير مصاب بالوباء، و”بلا زغرة” حدث هذا مع نائب لبناني فخضع طاقم سياسي بأكمله لفحص كورونا للإطمئنان بأنه لم يصب بالعدوى ثم يكتشف النائب بعد الفحص الثاني أنّه غير مصاب بالوباء، “سوريّون” يزوّرون نتيجة فحص كورونا لمواطنيهم الراغبين بالذهاب إلى سوريا  تؤكّد أنهم لا يحملون الوباء ويبيعونها ما بين 40 إلى 60 ألف ليرة لبنانيّة، ما الذي يؤكّد لنا أنّ الآتين من سوريا لا يزوّرون أيضاً وثائق مختبرية بنتيجة سلبية يدخلون بها إلى لبنان؟! صباح الأمس عطل كهربائي طاول لبنان بأكمله بالأمس من أقصى الشمال إلى الجنوب العتم سيّد “وزارة الطاقة ووزيرها”، الموتورات مطفأة مع أنّ أصحابها يقبضون حقّهم وحبّة مسك من دم المواطن وعلى “آخر بارة” ومع هذا تُدفّع المواطن ثمن مشاكلها مع الدولة، سنترالات الهاتف شبه معطّلة لأسباب متعلّقة بالكهرباء الأنترنت شبه معطّل ما بين منطقة وأخرى، صباح أمس شعرت أنني أعيش في زمن الحرب الأهليّة،بل كانت الأمور أفضل بكثير في زمن الحرب الأهلية، لم يكن هناك هواتف لا أرضية ولا خلويّة ولكن كان هناك موجات لاسلكيّة يتواصل اللبنانيّون عبرها، كانت أزمات الخبز والبنزين والكهرباء والمازوت والماء تحاصرنا وكنّا متّكلين على أنفسنا، لم يكن هناك لبناني لا يخبّىء غالون بنزين إحتياطاً لانقطاع البنزين، لماذا علينا أن نعيش في العام 2020 ما سبق وعشناه في السبعينات والثمانينات، “سكّروا هالدّولة” أو خصخصوها لزّمونا لدولة تحترم المواطن والإنسان والحيوان، لماذا علينا أن ندفع راتبا لوزير طاقة فاشل ويكذب على اللبنانيين بشكل دوري أسبوعي في موضوع بواخر الفيول والأربعاء الأسبوعي لتحسن وضع تزويد المواطن بالكهرباء، ولماذا علينا أن ندفع راتباً لرئيس حكومة مرّة يدّعي أنّه “أبو الإنجازات” التي لم نرَ منها شيئاً ومرّة يمارس علينا بارانويا المؤامرة عليه بدلاً من أن يقصد طبيباً ليعالج أوهامه المؤمراتيّة، ومرّة “يطقّ وينقّ” مع أنّه هو المسؤول عن حلّ مشاكل البلد ومواطنيه!!

 

هذا ليس وطناً، هذا جهنّم مفتوحة الأبواب تعذّبنا كلّ يوم، صورة الواقع في لبنان باتت قاتلة إلى حدّ لا يُصدّق.. هذه دولة يملك وزير هو “صهر رئيسها” من الوقاحة وعدم الخجل من الكذب على الشعب ذرة حياء ويخرج عليهم ليقول لهم أنّه لو كان يملك الأكثرية في المجلس النيابي لأمن الكهرباء 24/24 هذا من دون الحديث عن شبهات الإثراء غير المشروع التي تلاحقه والتي كان الأولى بالحكومة أن تبدأ بالتحقيق الجنائي من ملفات وزارة الطاقة وشركة الكهرباء منذ العام 2009 وحتى اليوم خصوصاً وأنّ إقفال مزراب الهدر مطلب رئيسي لمساعدة دول العالم للبنان، بدلاً من مشاهدة احمرار أذني صهر الرئيس وهو يمارس رغبته الجامحة في السيطرة على مقاليد الحكم والتفرّد بها، ويستعرض في المشهد الخلفي لإطلالته أنوار قصره “مشعشة” فيما اللبنانيّون غارقون في العتم، “ولك سكّروا هالدكّانة وبلاها وبلا هالبضاعة الفاسدة اللي فيها”!!

 

“خصخصوها وريّحونا” ونحن الرّابحون لقد شبعنا أكاذيب ونهباً وسرقة وفساداً وإفساداً ، هذا كثير جداً، وأيّ شعب في العالم يعجز عن احتمال هكذا دولة، تحتاج إلى مقصلة من زمن الثورة الفرنسية تقطع رأسها ورأس هذا الطقم الفاسد الذي يديرها!