IMLebanon

«الوبا ورا الغبا»  

 

هذا العنوان هو مثلٌ شعبي مصريّ يدلّ على أنّ تفشّي الوباء يتسبّبب به الغباء، نحن لسنا دولة، الدويْلة تمنع اتخاذ إجراء إحترازي بوقف الرحلات الجويّة والبريّة بيننا وبين «الدولة المقدّسة»، هكذا عقليّة مجرمة بالتأكيد ستتسبّب بتفشّي مرض كورونا في لبنان عموماً وفي «بيئة أشرف النّاس» وشعب المقاومة خصوصاً، حزب إيران يكره بيئته ولا يخاف على جمهوره و»آخر همّه» ما يحدث للبنان المهمّ إيران حتى لو كان «كورونا» قد تفشّى في معظم مناطقها، بعدما احتلّت المرتبة الثانية بتفشّيه بعد الصين، منذ متى أصبح الشؤون الصحيّة واحتياطاتها شأناً سياسيّاً حسّاساً؟ هكذا تفكير وتصرّف لا يُقال فيه إلّا «كورونا يقشّكن»!!

العراق أغلق حدوده البريّة والجويّة مع إيران وفيه الحشد الشعبي الإيراني، ولواء حيدريّون الذي أسسّه «المقتول» قاسم سليماني، باكستان قررت إغلاق حدودها مع إيران وفيها شيعة إيران ولواء زينبيّون الذين يقاتلون في العراق وسوريا، أفغانستان أيضاً فيها شيعة إيران ومنهم ميليشيا فاطميّون منعت جميع الرحلات البرية والجوية بينها وبين إيران، تركيا «صديقة إيران» أغلقت حدودها وأوقفت الرحلات مع إيران كإجراء احترازي، أرمينيا أيضاً أغلقت حدودها مع إيران لمدة أسبوعين، وعلّقت معها النقل الجوي، الأردن الذي لا حدود له مع إيران اتّخذ قراراً بمنع القادمين من كوريا الجنوبية وإيران من دخول البلاد كإجراء احترازي… هذه دولٌ تخاف على شعوبها، أمّا في لبنان فما يطالب به اللبنانيّون لا يرقى إلى أكثر من اتخاذ إجراء إحترازي بتعليق الرّحلات بين لبنان وإيران حتى لا ينتقل وباء كورونا إلى الدّاخل اللبناني وحماية للبلاد والعباد.

«ولك» حتّى المعنيّون بإصدار الفتاوى لحماية النّاس تخلّوا عن دورهم، فالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رفض أن يصدر أي فتوى بوقف الزيارات الدينية إلى إيران وألقى بالمسؤوليّة على ظهر، أليس في هذا تخلٍّ عن دور مناط به وسيحاسب الله الذين يتخلّون عن حماية أرواح اللبنانيين الذين سيقصدون الزيارة الدينية في إيران وهم يعرّضون أنفسهم للتّهلكة، ما هذا الخوف العامّ من حزب الله، أيّ جبنٍ يحكم هذه الدّولة التي تدّعي أنّها اتخذت إحتياطات وإجراءات فيما هي عاجزة عن تأمين «كمامات» لاستعمالها على سبيل الوقاية؟!

سياسة النّعامة لا تجدي هنا، والاختباء وراء تطمينات هزيلة فحضانة المرض 27 يوماً سنكتشف بعدها تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا بشكل مفزع وكل التطمينات ستكون عندها مجرّد خداع كاذب! حزب الله يعرف أنّ القاعدة الشرعيّة في هكذا حالة هي في تنبيه النبيّ صلوات الله عليه للمسلمين إذا كانوا في بلد وتفشّى فيه وباء الطّاعون أن لا يخرجوا منه، وتنبيه من كانوا خارجه بعدم الذهاب إليه، هذه هي القاعدة الشرعيّة، ولأنّ أمين عام حزب الله حسن نصرالله عندما يتحدّث ينظّر على اللبنانيّين مُسَلْسِلاً كلماته بحبل الموقف الشرعي والأخلاقي والإنساني، علينا اليوم أن نطرح عليه السؤال أين الموقف الإنساني والأخلاقي والشرعي والوطني في منعك بصمت تعليق الرّحلات الجويّة بين لبنان وإيران من باب الإجراء الإحترازي لحماية أرواح النّاس، خصوصاً وأنّهم بيئتك و»شيعتك»، وكيف يسمح لك ضميرك وموقفك الشّرعي والأخلاقي والإنساني بتعريض سلامة بيئتك الحاضنة وجمهورك للتهلكة والإصابة بوباء، إيران نفسها تعلن أنّه تفشّى في مناطقها وبدأت تأخذ إجراءات جديّة لمواجهته الوباء هذا إن استطاعت؟!

«يا سيّد حسن، اللبنانيّون الذين سيصابون بهذا الوباء الذي ليس له دواء حتى الآن سواء ماتوا أو تعافوّا منه ذنبهم معلّق في رقبتك، وتعريض سلامة وطن بأكمله وأرواح اللبنانيين للخطر ذنبه عظيم عند الله، ولكن ماذا نقول، فلم نتعوّد منك غير ذلك، إذ أنت رأس جماعة إيران أوّلاً، والله قادرٌ على أن يأتيَ إيران ويأتيَكم من حيث لا تعلمون.