IMLebanon

«البلد عم يتاخد عالهاوية»  

 

انشغل اللبنانيون بالأمس بالتسجيل الصوتي للوزير والنائب ياسين جابر، لمناسبة لم يكن اللبنانيون يحتاجون سماع التحذير من أنّ «البلد عم يتاخد عالهاوية»، أساساً يشعرون بهذه الهاوية أكثر من جميع السياسيين، هذه المرّة لبنان في الهاوية وليس على حافتها، ثمة فريق بالبلد مصرّ على هذه المغامرة، من المؤسف أنّ هذه السياسة الانتحاريّة لا تجد من يردعها، وللمناسبة نقول: لن يقدر أحد في البلد أن يردعها، سياسة التعطيل أمر معروف ومجرّب، ويكاد اللبنانيون يعدّون أصابع الندم على ما اعتقدوا أنّه إنجازات اتفاق وتسوية أنقذت لبنان، فإذا هي تودي به!

 

ربّما تسجيل النائب ياسين جابر وضع النقاط على الحروف، وكسر جدار الصمت الذي ما زال الجميع يلوذ به ويتعامل بقفازات مع الواقع الذي يواجهه لبنان، وللمناسبة مرحلة بقاء كلّ القيادات في مرحلة «حِلْسين مِلْسين» ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، عندما تبدأ الهاوية بابتلاع الجميع، الثقب الأسود سيبتلع الجميع، «وما حدا سلامتو من هالأزمة» سيلحق الدور الجميع وعندها سيقع الاصطدام العظيم، ولن ينجو منه أحد، نحن في مرحلة «العند يورث الكفر»!

وربّما تسجيل النائب والوزير ياسين جابر سيفتح الباب لرفع الصوت عالياً في وجه من يختطفون لبنان والعهد ويتصرّفون على أساس أنّهم «الورثة الشرعيّين» للرئاسة والعهد، وفوق هذا يريدون أن «يورتوه بالحياة»، هذا فريق خلق أزمات حكم وليس فريق إدارة حكم وبلد، والحقيقة لا قيمة لأي رأي أو نقد، فالعهد لا يريد أن يسمع كلّ الفرقاء الآخرين الشركاء في هذا البلد!

وربما تسجيل النائب والوزير ياسين جابر كشف مخاوف اللبنانيين بأنّ «العهد رح يدمّر لبنان» ـ لا سمح الله ـ لأنّ اللبنانيين لا يريدون أن يصدّقوا أن نهاية الإنفراج الكبير الذي حدث في الشارع المسيحي أولاً بعد اتفاق معراب، والانفراج الكبير الذي عاشه الشارع اللبناني بعد التسوية الرئاسيّة سيوصلهم إلى حالة «رح يدّمر لبنان»، لا أحد يريد استعادة تجربتي العاميْن الأغبريْن 1989 و1990، بأيّ شكل كان، والعناد والتعطيل في السياسة قادر على تدمير البلدان، «الدنيا تمشي لقدّام» ولبنان «واقف مطرحو»!

للأمانة، حتى الآن مواقف القيادات السياسيّة جديرة بالتقدير والاحترام، ولا أحد منها يريد الاصطدام بالعهد ولا بفريقه، لأنّهم يعتبرون أنّ المشكلة الحقيقيّة هي مع بعض هذا الفريق، وهذه القيادات ما زالت تسعى لحلّ الأمور «بالتي هي أحسن» لصالح لبنان، لأنّ هذه الصورة الشنيعة التي تقدّم للعالم بسبب هذا التعطيل فحواها الوحيد أنّ اللبنانيين «ما خرجهم الاستقلال ولا السيادة وأنّهم فاشلين ما فيهن يحكموا حالن»! هذه هي الصورة التي يراها العالم منذ ما يقارب أربعة أشهر، أننا عاجزون عن تشكيل حكومة، وأن لبنان دولة فاشلة قدّم لها العالم مؤتمر سيدر لتعويمها ومساعدتها، وطالبها بإصلاحات فيما في الدّاخل اللبناني يتقاتلون على الحصص، لأنّ هناك فريق يخرق سقف الطائف ويصرّ على هذا الخرق والتعطيل لمهام الرئيس المكلّف ولمجلس الوزراء مجتمعاً!

على أحدٍ ما أن يجد حلاً لهذه المعضلة، والأشرف مئة مرّة لكلّ القيادات الممتعضة من طريقة إدارة فريق العهد الذي خاض الانتخابات النيابيّة تحت هذا العنوان أن تترك هذا الفريق يشكّل حكومة أكثرية، وأن يتركوا هذا الفريق وجوقته ليواجهوا العالم، «وحاج هالقيادات تتخبّى بخيالات أصابعها»!!