IMLebanon

الكاوبوي والدب  

قمة العشرين التي عُقدت في هامبورغ في اليومين الأخيرين لا شك في أنّ العالم بأكمله كان ينتظر مقرراتها خصوصاً بالنسبة للعالم العربي حيث هناك مشكلة كبرى في سوريا ومشكلة ثانية في اليمن وثالثة في ليبيا ورابعة في العراق وكلها تدور في ظاهرها على الإرهاب ولكن حقيقتها واحدة وهي كيف يمكن حماية إسرائيل وحدودها ووجودها؟ وأين مصلحة إسرائيل أولاً؟

البيان الذي صدر عن القمة بين الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الروسي بوتين والذي يركز على المنطقة الأمنية في الجولان وفي درعا ووضع قوات روسية وأميركية ومن النظام السوري، هذه تعتبر أكبر خدمة لإسرائيل في تاريخها. ولو نظرنا الى القرار 1701 والمنطقة الأمنية التي توجد فيها القوات الدولية حيث أبعد “حزب الله” بعد النصر الإلهي من الحدود بين لبنان وفلسطين، الى انتشار قوات دولية لتحمي حدود إسرائيل الشمالية.

أمّا في العودة الى الجولان حيث كان هناك اتفاق “فك اشتباك” أبرم بين سوريا وإسرائيل في 31 أيار 1974 فمنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا لم تطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل ولكن عند بداية الحرب الأهلية عام 2011 حصلت تطورات حيث دخل على الخط “حزب الله” والحرس الثوري الايراني وللعلم نذكر أنّ ابن عماد مغنية قُتل في الجولان كذلك قُتل عدد من أبرز الضباط في الحرس الثوري.

جاء هذا الاتفاق لإخراج “حزب الله” والحرس الثوري الايراني ليس من الجولان فقط بل ومن منطقة درعا يعني أنّ إسرائيل حققت إنجازاً جديداً في سوريا، فبالإضافة الى الجولان تأتي منطقة درعا… ومن يعرف درعا وأهميتها بالنسبة للحرب مع إسرائيل يدرك أنّ الأخيرة حققت إنجازاً ما كان يمكن أن يتحقق لولا غباء في أحسن الأحوال بشار الأسد أو بالحقيقة أكثر من ذلك لولا تآمر بشار للبقاء على كرسي الرئاسة.

وهنا نقول إنّ الهدف الحقيقي من التصدّي للثورة السورية كما يتبيّـن اليوم هو تنازل جديد لإسرائيل وإعطاؤها بالإضافة الى الجولان منطقة جديدة ألا وهي درعا.

السؤال يطرح نفسه: لماذا دخل “حزب الله” الى الجولان ولماذا دخل أيضاً الحرس الثوري؟ وأين أصبح شعار الموت لأميركا والشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، وبما أنهم ذهبوا الى الجولان فماذا فعلوا هناك؟ هل حاربوا إسرائيل كما يدّعون؟

وأيضاً الحرس الثوري الذي يريد أن يحارب إسرائيل، لماذا لم يحاربها في الجولان وماذا ينتظر؟

الأهداف الحقيقية ظهرت وليست بحاجة الى أي إثباتات، يكفي هذا الاتفاق ليتبيّـن أنّ الهدف الحقيقي لإيران هو الإنتقام من الإسلام ضمن نظرية التشيّع وولاية الفقيه لأنّ الإسلام أسقط الامبراطورية الفارسية والإنتقام من المسلمين لأنّ الحرب بين إيران والعراق كان ذلك هدفها وعندما وقعت الهدنة قال الإمام الخميني إنّه يتجرّع كأس السم.