IMLebanon

حشود  

بقيت أجواء عيد الفطر السعيد مخيّمة على الوضع الداخلي بظلال من الإنتعاش في هذه الأيام مرتفعة حرارة الطبيعة. إلاّ أنّ ليس ما يشير الى إستمرار الظلال الوارفة إبتداء من اليوم خصوصاً وان كلام سماحة أمين عام حزب اللّه السيد حسن نصراللّه آخذ في مزيد من التفاعل بعدما بلغ نقطة غير مسبوقة لجهة إستحضار قوات أجنبية (غير نظامية) الى لبنان لمواجهة إسرائيل في حال شنّت الحرب على هذا الوطن.

ولا شك في أن مبادرة الدكتور سمير جعجع الى الرد على سماحته، ثم تولّي الرئيس سعد الحريري الرد، إثر عودته من إجازة العيد، وقبلهما وزير الداخلية نهاد المشنوق… يشكل مدخلاً الى جدال طويل حول هذه النقطة ينتظر أن يستأثر بالأجواء الوزارية والنيابية.

وفي التقدير أن السيّد نصراللّه المعروف عنه أنه يزن كلامه بميزان صائغ، كما يقال في هكذا أوضاع، لم يتسرّع في إطلاق تلك العبارة المثيرة للجدال، ولم تأتِ عفو الخاطر، فهذا ليس أسلوب الرجل… وبالتالي فإن الكلام على مشاركة حشود أجنبية في المواجهة مع إسرائيل هو بالون إختبار، إنما من الوزن الضخم جداً.

والأجواء توحي بأنّ هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق لأسباب عديدة قد يكون أبرزها قاطبة أن إسرائيل ليست في وارد شن الحروب، في هذه المرحلة على الأقل وربما في المستقبل المنظور… وخصوصاً ليست في وارد شنّ الحرب على لبنان فهي تمرّ في واحدة من أكثر الحقب التاريخية المؤاتية لها… وان الوضع العربي العام (والدولي أيضاً) هو الأفضل لها في المطلق، في المبدأ وفي التفصيل. انه ما يوازي حلماً تحقق للصهيونية العالمية من دون أن تبذل أي جهد. بل من دون أن تطلق رصاصة واحدة أو أن تدفع نقطة دم واحدة فما كان يستلزم المجهودات الحربية الضخمة والأموال الهائلة والمعارك غير مضمونة النتائج (…) حققه هذا الذي أُطلقت عليه تسمية »الربيع العربي«، وقبله الغزو الأميركي للعراق، وقبلهما إتفاقية كامب دايڤيد، ومع تلك المحطات وبعدها وحتى اليوم باتت إسرائيل على أهبّة أن تصبح مقبولة في جامعة الدول العربية على حد ما أعلن مسؤولون دوليون كبار في الأسبوع الماضي.

فلماذا تحارب إسرائيل؟

هل تحارب لضرب الجيش العراقي؟ (الذي شارك بفعالية في حرب تشرين 1973) وهو الجيش الذي حلّه الغزو الأميركي؟

هل تحارب لضرب الجيش السوري، الذي لم يبق منه سوى ما يعرف الجميع؟

هل تحارب لتضرب «وحدة الموقف العربي»… وما شاء اللّه على هذا الموقف العربي «الواحد»!

فلماذا تحارب إسرائيل؟!

إن العدو الإسرائيلي في أحلى حالاته، وأسعد أوقاته. وبالتالي فلا حروب، ولا حشود… ولكن لبنان في حاجة الى الكثير من الهدوء… وبعد تجربة العيد السعيد ليت أيام هذا الوطن كلها أعياد ليس فقط لتحل بركة العيد، بل أيضاً للتمتع بحد من الهدوء والطمأنينة… وإن كانت الجيوب الفارغة قد نغّصت فرحة العيد.