IMLebanon

«قطوع» الحكومة وسريان الحوار؟!

 

مرت   الحكومة بــ «قطوع» سياسي اين منه الانفجارات الامنية التي تتلاعب بالبلاد، حيث لكل مصالحه فيما تكاد المصلحة العامة تضيع بين من يريد الدولة وبين من يريد دويلته لمجرد انه مقتنع بالوزارة التي يتسلمها، لاسيما ان الامور العالقة مثل انتخابات رئاسة الجمهورية ستبقي عالقة طالما ان المعنيين بها لا يزالون على تصلبهم، فضلا عن ان السياسيين الذين دأبوا على اختراع المشاكل هم من يضع العصي في الدواليب، ربما على قناعة من هؤلاء ان البلد لا يحتاج الى رئاسة و«وجع قلب»!

ان الرئيس تمام سلام لم يتعب ولن يتعب من ترداد موضوع الفراغ الرئاسي لكنه يعلم مسبقا ان الرئاسة ليست هاجسا بالنسبة الى البعض، خصوصا اولئك الذين يريدون الرئاسة ولا يرغبون في حضور جلسات الانتخاب، قناعة منهم انهم يصدقون انفسهم عندما يدعون انهم اقوياء وقادرون في الوقت عينه على استخدام «احط وسيلة لمنع اجراء الانتخابات»!

يقول احد الوزراء المستقلين ممن ادركوا استحالة حصول انتخابات رئاسية، ان «امورنا ليست على ما يرام لان الانتخابات الرئاسية محكومة بمقاطعة الجلسات، فضلا عن ان استخدام النصاب سيبقى على ما هو عليه، لان حسابات البعض الداخلية والخارجية في آن  تستهدف اعلى سلطة في الدولة، لاسيما ان البعض المشار اليه يريد الرئاسة لنفسه فيما يعرف مسبقا  انه غير  قادر على تأمين اكثرية الثلثين التي تتضمن مجموعة محاذير دستورية من الصعب توفرها من قبل الاغلبية النيابية!

ان الذين سعوا الى احياء نشاط الحكومة يعرفون مسبقا ان هناك استحالة امام استقالة الحكومة وترك البلد من دون سلطة تسير الامور العامة، اضافة الى ان الاصابع الغربية تلعب دورها في ضغط الاوضاع لعدم جعل الحكومة سلطة تنفيذية والامر عينه ينطبق على مجلس النواب الضائع بين من يفتح له دورة استثنائية وبين من لم يعد يصدق ان عندنا سلطة تشريعية؟

اما الذين يضغطون في اتجاه البقاء في دوامة الفراغ الرئاسي، فانهم لا بد سيحاسبون عندما يحين اوان الانتخابات النيابية التي ستكون مدار بحث جدي وحاسم بعد الانتخابات الرئاسية، والمقصود في هذا المجال انه يستحيل التمديد لمجلس النواب للمرة الثالثة كي لا تنفضح عملية تزوير ارادة الناخب، خصوصا اولئك الذين لم يعودوا يرغبون بان يجدوا انفسهم في قلم الاقتراع، حيث ان تزييف ارادة الناخب يبدو من ضمن المقدمات السياسية التي يعاني منها الشعب اللبناني الممزق بين تكتلات سياسية ومذهبية ومناطقية من المستحيل ان تتغير بين ليلة وضحاها؟!

من  هنا لا بد من القول ان من الواجب والضروري عدم حشر رئيس الحكومة كي لا يجد الوزراء وظيفة بعد ذلك، وكي لا يقال عنهم انهم تسببوا بخراب عيشهم، حتى وان كانت الاعتبارات شخصية ولا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية او النيابية لا فرق شرط تجنب وقوع احداث امنية تبدو غير مستبعدة على رغم ما يقال عن ان الهدف من الحوارات القائمة ابعاد هذه الكأس عن افواه من لم يعد يرغب بوجود رئيس للجمهورية!

ويرى متتبعو مراحل  الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله ان ثمة استحالة امام حصول تفاهم جديد ورصين، حيث لكل طرف حسابات داخلية واقليمية وخارجية تختلف عما لدى الطرف الاخر. وهذا ينطبق على حوار «الخلاف على جنس الملائكة» بين التيار الوطني وحزب القوات اللبنانية حيث يقال ان كل شيء وارد باستثناء التفاهم على من سيكون رئيسا للجمهورية، لان الحسابات تختلف جذريا بين الجانبين والا ما معنى رفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التصديق ان التيار والحزب جديان في مسعاهما!

لذا، ترى اوساط مطلعة ان من الضروري ان ينتهي حوار المستقبل وحزب الله بأقل خسارة سياسية ممكنة، وهذا مطلوب بدوره من رئيس التيار الوطني العماد المتقاعد ميشال عون ومن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حيث لا مجال امام توقع ايجابيات جدية وحاسمة، باستثناء تنفيس الاحتقان فضلا عن  اعتبار مرحلة الحوار وقف نار سياسية من الواجب والضروري التحكم بها كي لا «تفلت الامور من ايدي المتحاورين»؟!