IMLebanon

الضنية: فورة مقاتلين إلى سوريا والعراق!

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اللبناني فرض اجراءاته الامنية على مخيمات النازحين السوريين وأماكن تواجدهم في الضنية والمنية، وقيامه بالمداهمات والتوقيفات، كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ «السفير» ان لدى الاجهزة المعنية قناعة بوجود مطلوبين بين هؤلاء النازحين تتجاوز تهمتهم مخالفة قانون الاقامة الى ارتباطهم بمجموعات ارهابية داخل لبنان وخارجه، من دون ان تنفي احتمال مشاركتهم في اعمال امنية ضد الجيش.

وما يعزز من هذه القناعة لدى الاجهزة سلسلة معطيات توفرت لديها، وتحــديدا بعد انتهاء المواجهات المسلحة التي كان خاضها الشيخ الفار خالد حبلص في بلــدة بحنين مع الجــيش اللبناني، وما كان سبقها من عملــية توقيف للمــطلوب احمد سليم ميقاتي في بلدة عاصون، بتهمة تشكيل خلية ارهابية تتحضر للقيام باعمال امنية.

وكشفت التحقيقات مع الذين تم توقيفهم تباعا ان هناك علاقة بين تلك المجموعات واشخاص سوريين كانوا يعملون على خطين: الأول، ايواء العناصر الفارة من سوريا ومن الاجهزة الامنية اللبنانية وتأمين الاستشفاء والسكن لهم. والثاني، تجنيد الشبان وارسالهم للقتال في سوريا والعراق، وبلغ عدد الذين تبلغ اهاليهم عن مقتلهم مؤخرا ثلاثة اشخاص، كان آخرهم الشاب مصطفى خضر الملقب «ابو أسيد اللبناني» الذي قتل في معركة اقتحام ادلب.

وتتردد معلومات عن مصير مجهول لعشرات الشبان، رغم المحاولات التي تبذل من قبل اهاليهم لاستعادتهم والتي كانت تكللت احداها بالنجاح في بلدة بقاعصفرين ـ الضنية، واسفرت عن اقناع ثلاثة شبان بالعودة الى لبنان بعد مغادرتهم قبل شهر الى تركيا برفقة شابين آخرين، ويتم حاليا التحقيق معهم من قبل المخابرات التي حولت ملفهم الى القضاء المختص لبت مصيرهم، في حين فشلت تلك المساعي في استعادة الشابين اللذين كانا معهم. واشارت المعلومات الى أنه تم تعيين محاميَين للشبان الثلاثة، وقد اطلعا على ملفاتهم، تمهيدا للمباشرة بتحضير طلبات إخلاء سبيل لهم، خصوصا انه لا توجد بحقهم مذكرات توقيف، وهم بالاساس لم يدخلوا سوريا وكانوا في تركيا.

وكشفت المصادر ان التحقيقات مع الشبان الثلاثة بينت علاقة اشخاص سوريين ولبنانيين بتأمين سفرهم الى تركيا، وان البحث جار لتوقيفهم.

وتعتقد المصادر ان هذه الفورة في انتقال الشبان الى سوريا او العراق جاءت بعد تفكيك مجموعات الشيخ الفار خالد حبلص، والذين وجدوا بعد فترة من التواري عن الانظار ان امامهم طريقين: فاما العودة الى مناطقهم او بلداتهم ومواجهة الجيش، ما يعني القتل او الاعتقال خاصة بعد ان رفع الغطاء السياسي المحلي عنهم، او الانتقال الى سوريا ومتابعة القتال الى جانب المجموعات المسلحة، في حين يبقى مصير الشيخ حبلص مجهولا حتى اليوم وسط ترجيحات ان يكون ما زال في المنطقة ومختبئاً بين قرى المنية والضنية.

الى ذلك، يستمر الجيش في ملاحقة الاشخاص المعروفين بالاسماء من مجموعة حبلص، وتم توقيف العديد منهم، على غرار الشخص الذي تم توقيفه امس الاول بعد تبادل لاطلاق النار معه ادى الى اصابته ونقله الى «مستشفى الخير» للعلاج. كما يواصل الجيش مداهمته لاماكن تواجد النازحين، وقام امس بتوقيف العديد من السوريين في بلدة بقاعصفرين لعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية.

وكان الجيش اللبناني تمكن من إلقاء القبض على المدعو عبد الله الجغبير الملقب (ابو هاجر) في طرابلس، والذي كان متواريا عن الانظار بعد مشاركته في معركة الاسواق الداخلية ضد الجيش، وقد بوشرت التحقيقات معه بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش» واطلاق نار على عسكريين.