IMLebanon

ما يجري في البحر يعجّل النهاية: رسم الحدود أو التصعيد؟

 

 

صدق النائب بلال عبد الله عندما قال أن “اسرائيل” تستغل عجزنا، حتى ولو تناسى أنه وفريقه السياسي جزء أساسي من هذا العجز بسبب الخلافات السياسية التي تُعمي القلوب عن المصلحة الوطنية، كون اللبنانيين مع كل الأسف أضعف من أن يتفقوا على حماية حقوقهم. اليوم دخلت السفينة الإسرائيلية لاستخراج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه حقل “كاريش” وتجاوزت الخط 29 الذي طرحه الوفد اللبناني المفاوض على أنه حدود لبنان، وأصبحت على بعد 5 كلم من الخط 23، بحسب المعلومات.

 

يتفاخر الإعلام الإسرائيلي بما تقوم به إسرائيل، ويتحدث عن عمل الجيش الإسرائيلي بتأمين محيط المكان المعني بالتنقيب، بينما بالمقابل انشغل الجيش اللبناني في معركة بوجه العصابات في بعلبك، ويسقط له شهداء وجرحى، في الوقت الذي كان يجب أن يكون مسنوداً على ظهر قوي وعينه على الحدود.

 

لم يُوقّع المرسوم 6433 المتعلق بحدود لبنان الإقتصادية والذي ينص على اعتبار لبنان الخط 29 هو الخط الذي يرسم حدوده، وبالتالي ما يقوم به العدو الإسرائيلي اليوم ليس تعدياً على حق لبنان، كون لبنان الرسمي هو من لم يعترف بالحق. هكذا قد يبرر البعض ما يجري في عرض البحر، خاصة بعد أن أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سابقاً أن حقل كاريش مقابله حقل قانا، أي لا يُريد باسيل للبنان أن يتدخل بكاريش ولا يحق للعدو أن يتدخل بحقل قانا، إنما بظل ما يجري اليوم من يضمن ما يجري في عرض البحر؟

 

هجوم ناري سياسي وغير سياسي تعرّض له وفد لبنان المفاوض، وأصبح الملف عرضة للتجاذبات، فتوقف التفاوض غير المباشر، وبحسب زيارة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن فإن الولايات المتحدة الأميركية تنتظر موقف لبنان من طروحات أموس هوكشتاين الأخيرة، وفي لبنان وبحسب المعلومات ننتظر التسويات الإقليمية، مع عدم إغفال ملف الترسيم الذي لم يبرد ولا لحظة بحسب مصادر متابعة، رغم عدم التحدث به في الإعلام، فهذا الملف يُعتبر من أولويات أميركا، رغم دخوله في زحمة الملفات الأخرى، والاستحقاقات والعلاقات الإقليمية.

 

نعم العين اليوم على المقاومة، تقول المصادر، لكن لا داعي لتحميلها ما لا تحتمل، فالمقاومة المعنية بالدفاع عن كل شبر من لبنان، بحاجة الى دولة رسمية معنية تأخذ القرار، لذلك هناك اتصالات انطلقت منذ فترة لمحاولة الوصول الى إجماع لبناني على كيفية مقاربة ملف الترسيم، إنما هذا لا يعني بحسب المصادر أن المقاومة ستتفرج على الاعتداء على ما يمكن أن يكون حدوداً لبنانية، فالترسيم هو الأولوية، وما يجري في البحر يسرّع من الخطوات، باتجاه حلّ، أو التصعيد، وهذا ما وصل الى أطراف اقليمية ودولية، لذلك من المتوقع أن تحمل الأيام المقبلة معها تطورات كبيرة، نأمل أن تكون لمصلحة لبنان، فلن يتم الإكتفاء بالتصريحات على غرار التصريح الذي أطلقه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي متوجهاّ فيه الى الأمم المتحدة، فمن يحمي لبنان هو قوته فقط لا غير، تختم المصادر.