IMLebanon

حوار مع «السوخوي»

لا نعلم كيف يمكن أن يكون هناك حوار من أجل الوصول الى حل في سوريا، في الوقت الذي تشارك روسيا الى جانب ائتلاف الـ63 دولة في الحرب.

نفهم أنّ معظم دول العالم المشاركة تهدف الى مساعدة السوريين على اتفاق في ما بينهم، ولكن روسيا هي جزء كبير من المشكلة بسبب تدخلها العسكري بشكل غير مسبوق في التاريخ، إذ كيف يمكن أنّ تتدخل دولة عظمى في شؤون دولة ثانية بين الشعب والنظام…

صحيح أنّ لروسيا مصالح في المنطقة، وأنّها خسرت العراق وقبلها مصر، ولاحقاً خسرت ليبيا، والسؤال: هذه الدولة العظمى لماذا لم تقف الى جانب صدّام حسين عندما هدده الأميركيون؟ هل لأنها تخاف من أميركا؟!.

ثم انّ دولة عظمى تستقوي على شعب أعزل وتذهب للجلوس الى طاولة الحوار؟

فعلاً صدق من قال:

يا أعدل الناس إلاّ في معاملتي…

فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

لم يشهد التاريخ مثل هذه الواقعة… والأنكى أنّ الوجود العسكري في سوريا جاء لينقذ النظام الذي يقتل شعبه، ويساعده أيضاً في قتل شعبه.

لو تعمقنا أكثر في طبيعة النظام الروسي، لفرض سؤال ذاته: وهل هو ديموقراطي؟ وهل جاء لنشر الديموقراطية في سوريا؟

هنا نشدد على الدور القذر للولايات المتحدة الاميركية (ونشدد على كلمة قذر) فلو كانت هذه الدولة العظمى غير راضية كيف تسمح لروسيا أن تتدخل عسكرياً في سوريا؟

ونسأل أيضاً: لو لم تكن واشنطن موافقة وراغبة في تدمير سوريا لكانت ردعت روسيا عن التدخل العسكري في سوريا.

الخلاصة: المطلوب تدمير سوريا خدمة لإسرائيل لأنّ الجيش السوري الذي كان مرهوباً تحوّل بفضل نظام بشار الى جيش طائفي – مذهبي متخلياً عن وطنيته وعروبته وذهب بعيداً في مشروع ولاية الفقيه.

لذلك فإنّ الولايات المتحدة الاميركية التي جاءت سنة 1979 بالإمام الخميني من أجل إيقاظ الفتنة السنّية – الشيعية هي مسرورة لما يحدث في سوريا، لأن، كما قلنا، هدفها الوحيد هو تدمير سوريا.

أمام هذا الواقع يطرح السؤال ذاته: كيف يمكن أن يكون هذا الحوار في جنيڤ؟ وكيف تجلس المعارضة الشريفة مع الوفد الروسي ووفد النظام وكأنها تحاور «السوخوي»…

فأيّ نتيجة ستتحقق؟