IMLebanon

هل تغيب القوات عن ذكرى الحريري ويكون المردة في مقدمة الحضور؟

اذا كان الارباك الذي خيم على فريق 8 آذار على خلفية ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية تم تجاوزه وتخطيه بعد خطاب السيد حسن نصرالله الذي وضع حداً للتساؤلات وعلامات الاستفهام ومحاولات الاحراج التي يسعى الآذاريون لايقاع الحلفاء في فريق 8 آذار في «حفرتها»، واذا كان خطاب السيد حسم الجدل حو موقف حزب الله من ترشيح «الحليفين» في 8اذار بالتأكيد على متانة العلاقة برئيس تيار المردة والالتزام الاخلاقي برئيس تكتل الاصلاح والتغيير، فان لدى فريق 14 آذار تسود حالات الضياع والارباك وتبدو وتيرتها بمنسوب مرتفع اكثر مع اقتراب ذكرى 14شباط التي تحمل رمزية وحيثية خاصة كان يتم استغلالها في كل عام لاعادة لم الشمل واعطاء جرعات الدعم والمقويات اللازمة لجماهير 14آذار هي بحاجة اليه كل فترة نتيجة الخضات وما يعصف بثورة الارز، ولعل الجرعة هذا العام يفترض كما تقول اوساط سياسية ان تكون بـ «وصفة طبية» مغايرة ومختلفة عن الاعوام الماضية لان «ثورة الارز» تعاني من الوهن والضعف ما انهك جسدها ولان ما حدث اخيراً في الملف الرئاسي في اعقاب تسمية الحريري سليمان فرنجية للرئاسة قلب الامور رأساً على عقب في هذا الفريق وسبب «نقزة» وصدمة لدى حلفاء الحريري وخصوصاً لدى القوات اللبنانية التي سارعت لتسريع الانفتاح وتوقيع اعلان معراب مع التيار الوطني والى حد الذهاب بالخيار الاصعب على القوات وهو ترشيح ميشال عون للرئاسة.

فالواضح ان ذكرى 14 شباط على اثر الاصطفاف السياسي الجديد الذي رسا على صورة اصطفاف «الحريري – فرنجية – بري – وجنبلاط» لجانب ترشيح فرنجية مقابل الرابية ومعراب لمعركة ميشال عون، فان ذكرى 14 شباط بعد عشرة ايام لن تشبه نفسها، على حد قول الاوساط، واذا كانت المفارقة العام الماضي كانت بانضمام التيار الوطني الحر الى جانب المشاركين بالمناسبة، فان مفارقة اليوم التي يمكن توقعها تتمثل ربما بعدم حضور القوات المناسبة ولو ان اوساطاً آذارية ترفض ذلك بضرورة عدم جواز الربط بين ترشيح فرنجية والمعنى السياسي لذكرى 14 شباط وما تمثله، في حين ترى الاوساط ان مشاركة القوات يمكن ان تكون ايضاً خاضعة لما سيقوم به الحريري من خطوات في الملف الرئاسي، وما اذا كان الحريري سيعمد الى الاعلان الرسمي لترشيح فرنجية قبل تلك الذكرى وما اذا كان في صدد الاستمرار بالتأجيل عنها، او حتى ربما جعل ترشيح فرنجية المفاجأة الكبيرة فيها.

واذا كانت نظرية ترشيح فرنجية في مناسبة 14 شباط تبدو غير واقعية ومنطقية بحسب الاوساط نظرا للمعنى والبعد الوجداني والعاطفي للمناسبة خصوصا ان الحريري غير قادر بعد على تسويق ترشيح فرنجية في مناسبة مماثلة، ولان حضور فرنجية الحليف للنظام السوري وايران في ذكرى اغتيال الحريري كما اعلانه مرشحاً من قبل زعيم المستقبل، فان الارجح ربما اذا لم تطرأ متغيرات او تراجع من قبل الحريري في مسألة ترشيح فرنجية ان يكون وزراء ونواب المردة في مقدمة الحضور فيما يصعب التنبؤ بحضور شخصيات من تكتل الاصلاح والتغيير بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات التي تجري على خط جبران باسيل ونادر الحريري وما اذا كانت الدفة الحريرية ستميل الى جانب عون او يكمل الحريري تعنته وتمسكه بخياره في بنشعي وقطع الطريق على عون امام وصوله الى قصر بعبدا.

في كل الاحوال فان المشهد الآذاري في 14 شباط يبدو مبهما حاله حال الرئاسة الاولى التي يحكي انها دخلت بعد الحماوة الاخيرة في سبات عميق تقول الاوساط، يصعب الخروج منه الاّ في حال حصول اختراق او انقلاب في المواقع الداخلية خصوصا ان احدا في الداخل لا يبدو في وارد التراجع عن خياراته الرئاسية لا من جهة الرابية او معراب او حزب الله، ولا من جهة بنشعي والمستقبل ونبيه بري. وبالعكس فان الامور سائرة نحو التصعيد اكثر فاطلالة سليمان فرنجية الاعلامية كانت كافية بتسعير نار الخلاف مع جمهور الرابية وما يقوم به سعد الحريري في الكواليس لإخضاع القوات وكمبادرة «رد الرجل» لها بعد اعلان معراب مع السعودية يدل على ان الخيط الذي قطع ما بين القوات والمستقبل يصعب وصله مجددا.

وبدون شك فإن خطوة الحريري باعلان ترشيح فرنجية رسميا ستكون كفيلة بتأجيج نار الخلاف مجددا وبقوة تؤكد الاوساط، الاّ اذا كانت خطوة الترشيح لن تحصل وتستمر المراوحة مكانها بالملف الرئاسي وحينها يكون الحريري قد نجح في زرع بذور التفرقة الرئاسية بين الرابية وبنشعي وتعطيل الرئاسة ويكون سمير جعجع كسب عدة جولات واصاب عدة عصافير فانجز المصالحة المسيحية التي كرسته زعيما موازيا لميشال عون على الساحة المسيحية وحليفا في الانتخابات النيابية والبلدية للرابية وازاح سليمان فرنجية وميشال عون عن طريق الرئاسة وبدون ان يخسر كثيرا مع سعد الحريري، وهل يكون رئىس المجلس محقا عندما يقول لسمير جعجع «بأنه يتسلى بالجميع وهو جالس في قلعة معراب الجبلية».