IMLebanon

لا تنسوا بيروت!

التلفزيون العراقي: العبادي يعلن تحرير مدينة تكريت بالكامل ورفع علم العراق فوق مبنى المحافظة.

آخر اخبار عدن: تجديد المواجهات بين اللجان الشعبية والحوثيين وصنعاء شهدت الغارات الأعنف ليلاً.

آخر الأخبار في سوريا: “داعش” يحرق ويقتل 30 شخصا على الأقل في قرية سورية.

انفجرت في تونس… حالة غير مستقرة في مصر .

هذه هي الأخبار الأخيرة، بل اليومية التي نطالعها عن المنطقة والعالم العربي! من ربيع عربي الى شتاء ظالم لا ينتهي… كيف تحوّلت الثورات والمطالبة بالحرية وبالتحرير آلات قتل وكراهية وطائفية قاتلة؟ ولماذا لم يطوّر الثوار تفكيرهم وأساليبهم كي يثوروا للدولة وللتطوّر وللانسان لا للسلطة والعشائرية والتعصيب؟

عالم عربي لم يتطوّر وترك التطوّر للخارج أو لبعض دول الخليج وتركيا، وقرّر الغرق بالدماء وسط انعدام الأمن وإنهيار الاقتصاد والسياحة، من أجل ماذا؟ ولماذا؟

ونحن في لبنان يجب الا نلوم احداً، لأننا لم نتعلم ولن نتعلم كيف نحيد انفسنا، بل بالعكس ندخل كل مرة ونتورّط في حروبهم أكثر منهم. في الحرب السورية قرّر البعض دعم المعارضة السورية فيها، والبعض الآخر قرر دعم النظام وحتى القتال في سوريا بكل عزيمة وثقة. وتسبب ذلك بضرب أمننا وعودة الانفجارات، ولم يتنبّه المتورطون للتراجع الاقتصادي والمعيشي وتراجع أكثرية القطاعات ولا سيما منها السياحة بعد التدخل في سوريا!

واليوم ما كان ينقصنا أن نتحمل أيضاً تداعيات الأزمة اليمنية! فبعد خطاب لبناني في القمة العربية، أطل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله كما أطل مسؤولون في الحزب ليتهجموا على السعودية ودول أخرى داعمة للضربة في اليمن، فكان الهجوم شخصياً وعنيفاً لم يصل معه مسؤولون إيرانيون الى هذا الحد من العنف الكلامي حيال السعودية. كالعادة إذاً، يجب ان نحارب في سوريا أكثر من السوريين، ويجب ان نهاجم السعودية دفاعاً عن إيران أكثر من الإيرانيين كي نجلب دائماً كل ما هو سلبي من ترددات على لبنان من دون أن نكترث للبنان واللبنانيين، فالأهم رهاناتنا وولاءاتنا للخارج!

ثم يتحاور قادة وأحزاب لبنانيون في ما بينهم، كيف يمكن حواراً لبنانياً ان يعطي نتيجة أو أن يتطور فيما الاصطفافات من أحزابنا مع المحاور الاقليمية تشتد أكثر فأكثر والانقسام يكبر؟

كيف يمكن لبنان ان يتقدم ويصبح دولة عندما يتهافت رؤساء الكتل النيابية للدفاع عن سوريا وعن النظام وضد النظام ومع الحوثيين وضد الحوثيين ومع الضربة وضد الضربة، ولا يكتفون بموقف، بل ينغمسون ويدافعون ويهاجمون ويدخلون لبنان في دهاليز جديدة كأنه لا يكفينا ما نعانيه، ويا ليتهم يكترثون لبيروت كما لدمشق أوللرياض أو طهران أو صنعاء.