IMLebanon

لا تضيّعوا إنجازات الحراك المدني

قطع الطرق أمس لم يكن موجها ضد السلطة، كان ضد الناس، المواطنين المتوجهين الى أعمالهم. قطع الطرق عمل “زعراني” بامتياز، أياً تكن أسبابه، وغير جائز لانه يسبب الضرر المادي والمعنوي. المادي لمجموع المواطنين، والمعنوي لأصحابه اذ ينقلب الرأي العام ضدهم. ولا افهم تصرف وزارة الداخلية والبلديات حيال قطّاع الطرق الى أي فريق انتموا والى أية قضية، فهي تعلن انها تصون حق الناس في التظاهر، لكنها في الوقت عينه مسؤولة عن توفير حرية التنقل للمواطنين وعدم قطع الطرق، وهو ما لم تنفذه ، وامتنعت عن استخدام القوة، علماً انه حق مشروع لها شرط عدم الافراط به.

جيد ان مجموعات في الحراك تصدت لقرار قطع الطرق منذ مساء الاحد، واعلنت ذلك في مؤتمر صحافي موجّه الى الرأي العام، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ويتحول الحراك الى رفض لمجرد الرفض، من دون تقديم رؤية موحدة لحل بديل، بدليل ان كل مجموعة لها رؤيتها للحل والتي لا تلتقي مع افكار واقتراحات اخرى.

أمس، وفي خضم النقاش الذي دار في كل الاماكن، قرأت ما كتب مروان معلوف من مجموعة “من أجل الجمهورية” فوجدت فيه تعبيرا عما نفكر فيه، نحن داعمي الحراك المدني، لا رافضيه او خصومه.

كتب معلوف: “المشكلة ان يكون في حراك او مجموعة بتطلع بقرارات ارتجالية بتزرك الحراك بالزاوية… بدون أي تنسيق مُسبق مع حدا، بيطلع قرار عصيان مدني وبعدين بصير القرار إضراب عام وبعد كم يوم بصير تسكير كم طريق… لان من الواضح ما في خطة واضحة ومدروسة وخصوصا ان المعركة طويلة.

إذا ما صار في قراءة لكل المرحلة السابقة وفهم إنو القصة مش لعبة وطرّة ونقشة، متل ما صار السبت إنو تحمسنا ومنطلع بإعلان إضراب عام من دون أي خطة وتنسيق لإنجاح التصعيد. يعني كلمة عصيان مدني وإضراب عام ما بتستعمل كل يومين. يعني بأيلول انعمل نشاط الروبانات البيض وانطلب من العالم ما تروح عالشغل والمدارس واكيد ما حدن تقيد بالإضراب وكان نهار طبيعي. وهيدي نغمة خدمة السلطة ما بتمشي معنا من ايام السوري لليوم. خدمة السلطة تكمن بالارتجال بالعمل السياسي.

باختصار أنا شخصيا مش مستعدّ إلحق حدا ما بدّو ينسّق بخطوات تصعيدية ووضع خطة واضحة لضمان النتائج وتحقيق مكسب شعبي متل ما حقق المواطن لليوم من كسر مناقصات وتحويل أموال البلديات وضرب محاولة فرض ضريبة جديدة عالبنزين لتمويل الترحيل وإسقاط فساد الترحيل”.

كثيرون منا يؤيدون الحراك المدني، ويرفضون ربطه بأجندات سياسية داخلية وخارجية، لأننا ما زلنا نؤمن بالانسان اللبناني الحر القادر على صنع التغيير الايجابي، فلا تضيّعوا يا اهل الحراك ما انجزتموه