IMLebanon

هل تبقى المخيمات بمنأى عن صراعات فتح – حماس

 

استرعت التطوّرات على الساحة الفلسطينية، في ظل عودة الصراع بين حركتي «فتح» و»حماس»، باهتمام المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين على خلفية هذه التطوّرات، وخوفاً من امتدادها وانعكاسها على المخيمات الفلسطينية، ولا سيما في عين الحلوة، وبعد سلسلة مناوشات حصلت في الآونة الأخيرة في هذا المخيم. كذلك، أشارت معلومات مواكبة إلى أن الخوف الأكبر تمثّل بقلق السلطتين اللبنانية والفلسطينية من إيواء بعض الإرهابيين النازحين من آخر المعارك في سوريا، إلى عدد من المخيمات، وأن تقوم بعض الجهات بتهريبهم كما حصل في مراحل سابقة، ما شكّل عامل قلق على الإستقرار الداخلي، وما ظهر من خلال إلقاء القبض على البعض منهم، والذين اعترفوا بهروبهم من سوريا إلى لبنان.

 

وبالعودة إلى التوتر بين «فتح» و«حماس»، تقول مصادر فلسطينية، أن هذا الصراع السياسي ـ العسكري بين «حماس» و«فتح»، ليس بالأمر الجديد، إلا أنه في الوقت عينه يشكل خطراً على التواجد الفلسطيني في لبنان من زاوية استثماره من بعض القوى المحلية والإقليمية، بغية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإرباك الساحة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية بهذه الخلافات، خصوصاً بعد عمليات الخطف التي حصلت في قطاع غزّة، كاشفاً عن إجراءات مشدّدة متّخذة في المخيمات، وحيث يلاحظ، ومنذ فترة طويلة، أن زمام الأمور ممسوكاً من قبل «فتح» ومخابرات الجيش اللبناني في إطار التواصل والتنسيق بينهما، وثمة إجراءات متّخذة وفق تقنيات حديثة على أبواب ومحيط المخيمات، إضافة إلى تبادل المعلومات الإستخباراتية بين الطرفين.

 

وفي السياق عينه، ينقل عن المصادر الفلسطينية، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعطى خلال زيارته الأخيرة للبنان السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، توجيهاته الحاسمة للحفاظ على العلاقة مع لبنان، وحسم أي إشكال مهما كلّف الأمر، لأنه ممنوع الإخلال بهذه العلاقة أو التعرّض للسلم الأهلي في لبنان، خصوصاً أن هذا البلد أعطى القضية الفلسطينية ما لم يعطه أي بلد عربي. وبناء عليه، ولدى أي حدث يحصل في رام الله أو قطاع غزة، فإن حركة «فتح» تقوم مع اللجان المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة في المخيمات، ويمكن القول وفق المصادر بأن الأمور إيجابية، وبالتالي ليس هناك من مخاوف من أن يؤدي ما حصل في قطاع غزة إلى ترجمة لهذه التباينات داخل المخيمات ومحيطها.

 

أما بالنسبة للإرهابيين الفارين من سوريا أو من الحدود العراقية ـ السورية، فتقول المصادر، بأن هذه المسألة مختلفة كلياً عن التنسيق بين حركة «فتح» والجيش اللبناني، وبمعنى آخر أنه ليس بمقدور السلطة الفلسطينية أو عبر سفارتها وحركة «فتح»، إحصاء أو مواكبة ومتابعة الإرهابيين الذين دخلوا المخيمات وسواها، إذ وخلال المعارك في سوريا، ومنذ اندلاع الحرب، فرّ مئات الإرهابيين ودخلوا في لحظات معينة إلى معظم المخيمات، ولا سيما في عين الحلوة، وبعضهم غادرها إلى الخارج، وآخرين لا زالوا متواجدين فيها، وهذا ما يعقّد مراقبتهم والإستقصاء عنهم وعن تحركاتهم ومن يغذيهم مالياً، في حين أن المعلومات آنذاك أشارت إلى أن هذه الأعداد لم تدخل المخيمات الفلسطينية فحسب، بل انها توزّعت في معظم المناطق اللبنانية من خلال شبكات منظّمة تؤمّن لهم الدعمين اللوجستي والمالي، وبعض هذه الشبكات كُشف أمره من مخابرات الجيش والمعلومات والأجهزة اللبنانية المختصة بشكل عام إلى مساندة في بعض الأحيان من قبل «فتح».

 

لذا، فإن السؤال المطروح يتمحور حول استمرار هذا الهدوء في المخيمات عبر التنسيق اللبناني ـ الفلسطيني الرسمي أم أن قدرة البعض على التخريب وهزّ الإستقرار لا زالت قائمة، هنا تشدّد المصادر على أن الظروف الراهنة باتت مغايرة عن الماضي إبان الفلتان والحروب التي كانت تحصل داخل المخيمات وفي محيطها، وعلى هذا الأساس فإن ما يتّخذ من خطوات سياسية وأمنية، فذلك يبقي الأمور تحت السيطرة.