IMLebanon

هل مات دونالد ترامب مع وقف التنفيذ؟!

 

 

«…هنا ما انتُزِعَ من الظلام

 

يتوضّع في مكان باردٍ ويراقبنا

ما الذي يمكن تذكّره هناك

ما الذي يمكن أن يُغيّرنا

الأبواب تنفتِح وتنغلِق

في أحلامنا

في وجوهنا…»

 

* الشاعر الأميركي المنحدر من السكان الأصليين لانس هينسون

من تنبّؤات عائلة سيمبسون الشهيرة في المسلسل الأميركي الشهير، إلى عائلة الولايات المتحدة الكبرى التي استيقظت قبل بضعة أيام على إيقاع وسائط ووسائل التواصل الإجتماعي حول صحة الرئيس دونالد ترامب… إلى العائلة الرسمية السياسية الحاكمة في البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون والمكاتب والإدارات الحكومية المحيطة في البيت الأشهر في العالم السياسي والاقتصادي والمالي، التي استهلكت كل مخابز البيتزا بكلّ أنواعها وأحجامها، في ما يُسمّى الطلبات الخارجية بإتجاه واحد فقط، اتجاه البيت الأبيض والبيوت المحيطة والقريبة للبيت الذي يَحكُم العالم…

 

نعم، لقد شهدت محرّكات البحث خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً لافتاً في تساؤلات من نوع: «هل مات دونالد ترامب؟»، بعدما تزامن غيابه عن بعض الفعاليات العامة، مع انتشار مقطع فيديو يدّعي أنّ المسلسل الشهير «عائلة سيمبسون» تنبّأ بوفاته في عام 2025. من دون أن ننسى أنّ قادة ومسؤولين كباراً في تاريخ واشنطن يَعيشون على الأنباء والتنبّؤات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في بعض الأحيان!

 

هذا مع العلم أنّ السكوت لفترة لا تتعدّى الأسبوع ضرورية لترتيب الأوضاع الداخلية خصوصاً، والخارجية عموماً. هذا التداخل بين الواقع والخيال فتح الباب أمام موجة من التكهّنات على منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصاً بعدما زاد الغموض غموضاً مع تصريحات نائبه جيه دي فانس عن «الاستعداد لمواجهة مأساة محتملة»، قبل أن يعود ويؤكّد أنّ ترامب يتمتع بصحة جيدة.

 

المقطع المتداول، الذي حصد ملايين المشاهدات على منصة «إنستغرام»، يُظهر شخصية شبيهة بترامب تنهار على الهواء مباشرة إثر أزمة صدرية، مصحوبة بتعليق يزعم أنّه سيُفارق الحياة.

 

توقيت الفيديو زاد من حدّة الجدل، إذ جاء بعد إعلان البيت الأبيض رسمياً عن إصابة الرئيس بمرض «القصور الوريدي المزمن»، وهو خلل في الدورة الدموية لا يُعدّ مهدِّداً للحياة، على رغم ممّا ظهر في صور من كدمات وتورُّم أثارت مزيداً من الأسئلة.

 

ومع ذلك، نفت تقارير إعلامية أميركية، بينها مجلتَا «فارايتي» و»يورونيوز»، وجود «حلقة أصلية» تتنبّأ بوفاته، مشيرةً إلى أنّ الفيديو المتداول مجرّد مزيج مُعدّل من مشاهد حقيقية وأخرى مفبركة.

 

وتهافتت وتيرة الشائعات تهافتاً غير مسبوق، بعدما صرّح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي» بتاريخ 27 آب، أنّه مستعد لتولّي الرئاسة في حال حدوث «مأساة مروّعة». لكنّه شدّد في الوقت عينه – كمَن يَنعى الرئيس – على أنّ ترامب يتمتع بلياقة ونشاط وصحة «ممتازة للغاية».

 

وأضاف فانس، المستعجل للجلوس على كرسي المكتب البيضاوي: «إنّه آخر شخص يُجري مكالمات في الليل، وأول شخص يستيقظ ويبدأ المكالمات في الصباح. نعم، المآسي المروّعة تحدُث، لكنّني واثق جداً أنّ الرئيس الأميركي بصحة جيدة، وسيُكمِل ولايته، وسيُحقّق إنجازات عظيمة للشعب الأميركي. وإذا، لا قدّر الله، وقعت مأساة مروّعة، فلا أعتقد أنّ هناك تدريباً عملياً أفضل ممّا حصلتُ عليه في الـ200 يوم الماضية».

 

السؤال الأهم في حال موت الرئيس الأقوى في أميركا والعالم، دونالد ترامب، صاحب نظرية «أميركا أولاً». ونظرياته السياسية والإقتصادية والمالية والضرائبية والعسكرية الداخلية والخارجية على دول العالم… وإدارته لأصعب الملفات في تاريخ السياسة المعاصرة، التي جعلت العالم يقف على قدم واحدة… وما زال واقفاً ووجهه للحائط… نعم، السؤال الأصعب في هذه اللحظات الوجودية التي لا تحمل في أحشائها أي احتمالات أخرى…

 

دونالد ترامب الذي أخذ الولايات المتحدة الأميركية والعالم إلى سياسات من المستحيل العودة عنها أو حتى أقل منها، وخصوصاً ملف الصراع مع الصين على الريادة، وملف الحرب الروسية- الأوكرانية العالمية الثالثة، وملف غزّة والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط والأدنى والأقصى، والخلافات الأميركية- الأوروبية التي أطلّت برأسها عالياً، خصوصاً بعد «قمة ألاسكا»، والأزمات التي لا تُعدّ ولا تُحصى وتحتاج إلى موسوعات لتساعها وتستعوبها؟!