IMLebanon

مصر في مواجهة الإرهاب

 

هي «غَدْرة» دموية عنيفة اجتاحت مصر في لحظة تستدعي ألف شكٍّ وشك، فقبل أقلّ من أسبوعيْن في 20 تموز الماضي فاجأت وزارة الخارجية البريطانيّة ـ وبريطانيا الحاضنة التاريخية لإرهاب الإخوان ـ ببيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني حذّرت فيه رعاياها المسافرين والمتواجدين في مصر من هجمات إرهابية محتملة وأنّه من المرجح جداً أن ينفّذ إرهابيون هجمات في مصر. وبالرغم من أن الهجمات غالباً ما تحصل في محافظة شمال سيناء، فإنه لا يزال هناك خطر ماثل بوقوع هجمات إرهابية في عموم البلاد»، وتزامن بيان الخارجيّة مع إعلان خطوط الطيران البريطانية تعليق رحلاتها إلى مصر لمدة أسبوع ثم تراجعت بعد يومين لما أحدثه قرارها من ضجّة دوليّة!

 

هل هناك من شكّ بعد، في أنّ الإرهاب الذي يستهدف مصر يجد له حاضنة دوليّة ما، في مكان ما من هذا العالم المتوحّش؟ ألا يستدعي الأمر مساءلة المخابرات الإنكليزية على الأقل وبشكل رسمي من قبل الدولة المصرية عن المعلومات التي كانت يملكها وعلى أساسها بالتأكيد صدر بيان الخارجية البريطانيّة؟! فبالكاد تلقّى جاريد كوشنر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جواباً بليغاً يوم الخميس الماضي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنّ سيناء لن تكون أبداً جزءاً من «صفقة القرن»، حتى احترق المصريون أحياء وأشلاء ليل الأحد الماضي في شوارع مدينتهم!

 

يحتاج مشهد الحريق الهائل الذي شهدته القاهرة والمشاهد المروّعة للنيران المشتعلة والأخبار الحزينة عن الضحايا الأبرياء ومشاهد أطفال السرطان الهاربين إلى الأرصفة من دخان الحريق، تحتاج هذه كلّها إلى ألف نداء: «شدِّي حيلك يا بلد» علّ المصريّون يكتبون سطراً أخيراً على صفحة الإخوان فتنتهي إلى الأبد «الجماعة» أو «حسم» (اختصار لتسمية حركة سواعد مصر) الوريث الحالي للتنظيم الخاص العسكري لجماعة الاخوان الإرهابية، أو أي اسم اتخذه أو سيتخذه الإخوان ليخبئوا خلفه إرهابهم الذي عاث في الأرض فساداً!!

 

لم يخطئ الإمام مقبل بن هادي الوادعي عندما وصف الإخوان قائلاً: «إنّ للإخوان صرحاً كلّ ما فيه عَفِن/ لا تسلني عمّن بناهُ إنّه البنّا حسن»، فعندما يعدّد مؤسس الجماعة حسن البنا أهداف جماعته يقول: «استخلاص الحكم من أي حكومة لا تنفذ أمر الله بعد أن تنتشر مبادئ الإخوان وتسود وبعد أن تتوفر أسباب القوة: الإيمان ثم الوحدة ثم السلاح» [مجموعة رسائل حسن البنا، طبع المؤسسة الإسلامية ص 169-171]، وتزعم الجماعة وفكرها: «أنّها هي جماعة المسلمين وأنّ من تأخّر عن اللحاق بصفوفها صار في عداد الجاهليين»!!

 

هذا هو أسلوب الجماعة منذ منتصف القرن الماضي وحتى بعد وصولهم القصير إلى السلطة استفحل إرهابهم وهو يهدد مصر وشعبها ليل نهار، وبعد أن كشف الله حكم الإخوان عن مصر لا يزال إرهابهم يعصف بها كلّما استطاع، حمى الله مصر، وشعب مصر، وجيش مصر من شر «رعاة» الإخوان وإرهابهم في العالم، وحماها من إرهاب الإخوان أمس واليوم وكلّ يوم، مصر لا تستحقّ هذا المشهد الناريّ الدمويّ الحزين، حان الوقت لمواجهة عامّة لهذا التنظيم الإرهابي الدولي يُنشئ فيها العرب بدولهم مجموعة طوارئ على أعلى مستوى تساند فيها الدول العربية بعضها بعضاً في مواجهة هذا الإرهاب المجرم الدموي، وإلا سيستيقظون جميعاً ليجدوا الانفجارات تضربهم في عقر دارهم ومدنهم، فماذا ينتظرون؟!!