IMLebanon

السفير السعودي يحض اللبنانيين على التوافق.. و«حزب الله» يرفض «حوارا رئاسيا»

السفير السعودي يحض اللبنانيين على التوافق.. و«حزب الله» يرفض «حوارا رئاسيا»

فتفت لـ («الشرق الأوسط»): لسنا سلبيين.. وموقفنا سيكون بالتوافق مع حلفائنا

حض السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري القيادات اللبنانية على إجراء «حوار معمق والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك بمعزل عن الأحداث التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها وعما يصدر من مواقف إقليمية أو دولية»، في حين تترقب الساحة اللبنانية ما سيعلنه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري غدا لناحية «جدول أعمال» الحوار المرتقب بين «المستقبل» و«حزب الله»، وإمكانية أن ينعكس هذا الأمر إيجابا على عدد من الملفات اللبنانية، ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية المتعثر منذ أكثر من 6 أشهر، لكن مصادر مطلعة على أجواء الحزب أكدت أن الحزب لن يسير بالحوار إذا تمسك «المستقبل» بموضوع الرئاسة كبند أساسي.

وقال السفير عسيري بعد لقائه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنه أبلغ الأخير «تقديرنا على ما يبذله دولته من جهود تهدف إلى التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق حوار بين القوى السياسية». وقال: «الرئيس بري في طليعة الشخصيات الوطنية الحريصة على إيجاد حلول للأزمات السياسية بما يريح الوضع الداخلي ويساهم في نقله إلى مرحلة أفضل على كل الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية». وأضاف: «إن المملكة العربية السعودية ترى أن الأولوية التي يحتاج إليها لبنان حاليا هي تعزيز وحدة صف أبنائه وحصول توافق بين كل القوى السياسية على إجراء حوار معمق والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك بمعزل عن الأحداث التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها وعما يصدر من مواقف إقليمية أو دولية لأن الحوار الوطني هو مسؤولية الأشقاء اللبنانيين دون سواهم، وهو السبيل الأفضل الذي يؤدي إلى تحقيق المصلحة الوطنية العليا. والمملكة على ثقة بحكمة الإخوة في لبنان وإخلاصهم لوطنهم ووضع مصالحه قبل أي مصلحة أخرى».

وأكد النائب نعمة طعمة، المقرب من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أن الأخير كان سباقا في دعوته جميع الأطراف السياسية للشروع في حوار من شأنه، وأقله في هذه المرحلة، تنظيم الخلاف وخلق مناخات إيجابية على الساحة الداخلية، وأن هذا الحوار مطلوب في أكثر من أي وقت مضى، مبديا ارتياحه للإشارات التفاؤلية التي تطرق إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يسعى بالتواصل والتنسيق مع النائب جنبلاط لخلق أرضية صلبة لحوار يجمع تيار المستقبل و«حزب الله»، إضافة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

ولفت النائب طعمة إلى أن دور المملكة العربية السعودية في لبنان قائم ومستمر في سياق حرص المملكة على أمن واستقرار لبنان، مؤكدا أن حراك السفير علي عواض عسيري ولقاءه والرئيس نبيه بري والزعامات والقيادات السياسية اللبنانية، إنما يهدف إلى تقريب المسافات بين كل المكونات السياسية، وبالمقابل ليس هنالك من أي مرشح رئاسي للمملكة وهي لا تدعم هذا وذاك، بل يهمها ملء الشغور الرئاسي وإجماع اللبنانيين على رئيس توافقي، ويمكنني القول من خلال تواصلي ومعرفتي الوثيقة بهذا الدور السعودي البناء بأن المملكة لا تتدخل بالشأن الداخلي اللبناني، بل تقوم بجهود حثيثة لإنقاذ البلد من الأزمات التي يرزح تحت عبئها وتشجع وتدعم أي حوار بمعزل عن التباينات بين هذه الجهة السياسية وتلك، وهدفها استقراره ورخاؤه. والمكرمة السخية التي قدمتها الرياض للجيش اللبناني إنما تصب في هذا السياق، مشيرا إلى أن التوافق الخليجي وما جرى مؤخرا في الرياض، له إيجابيات كثيرة على المستوى الخليجي وأيضا على الداخل اللبناني لما للمملكة ولسائر الدول الخليجية من دور داعم للبنان على كل الصعد.

وقال النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت: «نعول على الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإراحة البلد والتخفيف من التشنج السني – الشيعي، إضافة إلى البحث في موضوع قانون الانتخابات النيابية». وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا سلبيين، ونأمل أن يكون الحزب كذلك، وأن يلتزم بنتائج الحوار وألا يكرر ما حصل سابقا».

وفي حين أشار فتفت إلى أن «موضوع الانتخابات الرئاسية سيكون بالتأكيد بندا مهما في الحوار بين الطرفين، لكن البحث هو في المبدأ العام وضرورة إجرائها بعيدا عن التفاصيل والأسماء التي لن ندخل بها»، مؤكدا: «لن يكون لدينا خيار بشأن الرئيس إلا بالاتفاق مع حلفائنا المسيحيين»، اعتبرت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله»، أنه إذا تمسك «المستقبل» بموضوع الرئاسة كبند أساس فهذا يعني أن الحوار لن ينطلق، لأن الحزب لا يعتبر نفسه الجهة التي ستفاوض في هذا الملف بعدما سبق للحزب أن حسم موقفه وأعلن على لسان أمينه العام تفويض النائب ميشال عون في هذا الأمر بعدما أيده كمرشح توافقي. وقالت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع متفق على ضرورة إجراء الانتخابات وبالتالي إذا وضع الموضوع على طاولة الحوار فهذا يعني بالتأكيد الدخول في الأسماء، وهذا ما لن يقبل به الحزب». وتوقعت المصادر أن يكون موقف الحريري رماديا ويعلن عن صيغة مرنة حمالة أوجه عدة، من شأنها أن تؤدي إلى تأجيل الحوار، رابطة بذلك بين نتائج المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، قائلة: «كانت دعوة (المستقبل) إلى الحوار ضربا من ضروب المناورات، أما اليوم وقد تأجل البحث بهذا الملف فهذا سيؤدي أيضا إلى تأجيل الحوار».

ورفض فتفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» القول، إن هذا الحوار الذي سيجري برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط من شأنه أن يخرج الملف الرئاسي من يد الأطراف المسيحية وتشكيل حلف رباعي على غرار ما حصل في عام 2005 في الانتخابات النيابية بين «حزب الله» وحركة أمل» و«المستقبل» و«الحزب الاشتراكي»، مؤكدا أن الموقف النهائي بهذا الشأن لن يتخذ بمعزل عن الحلفاء المسيحيين.

وعما إذا كان الحريري سيطرح اسما بديلا عن جعجع كمرشح لفريق «14 آذار»، قال فتفت: «سبق أن قلنا إنه عندما نصل إلى مرشح توافقي عندها نتراجع عن ترشيح رئيس الهيئة التنفيذية في (القوات اللبنانية)».

وفي حين أشارت المعلومات إلى توجس عون من الحوار المرتقب بين «المستقبل» و«حزب الله»، اعتبر فتفت أن التصعيد الأخير من قبل النائب ميشال عون وكتلته على أكثر من صعيد خير دليل على هذا الأمر، معتبرا أن المبادرة الأخيرة التي قدمها عون لجهة حصر المنافسة بينه وبين جعجع غير مقبولة وغير ديمقراطية.