IMLebanon

من عظّم صغائر الأمور ابتلاه رب العالمين بكبائرها

ماذا عن الكهرباء؟

ماذا عن ازدحام السير؟

ماذا عن المربعات الأمنية؟

ماذا عن التدهور الاقتصادي؟

ماذا عن الأمن؟

وكما قال دولة الرئيس نبيه بري إنّ 150 “طافراً” يسيطرون على ثلث مساحة لبنان… أي أنّ منطقة البقاع تشكل ثلث مساحة لبنان.

نسينا كل شيء ولم يعد لدينا إلاّ همّ واحد هو قانون الانتخابات!

وللذكرى، علّ الذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات، فإن معظم القيادات كانت تقول إننا خلال ثماني سنوات لم نستطع أن نفعل شيئاً بقانون الانتخاب فهل نستطيع أن نفعل اليوم؟!.

نتمنى من كل قلبنا أن يتفقوا على أي قانون للانتخاب، بشرط وحيد: لا تظلموا أحداً! وكما قال أيضاً دولة الرئيس نبيه بري إن أحداث العام 1958 كانت بسبب قانون الانتخاب الذي حاول من خلاله المرحوم الرئيس كميل شمعون أن يسقط معظم القيادات السياسية بموجب ذلك القانون فسقط المرحوم صائب سلام وسقط المرحوم كمال جنبلاط وسقط المرحوم أحمد الأسعد وكانت النتيجة حرباً أهلية عام 1958.

نعود الى ما يطرح بين الفرقاء حول قانون الانتخاب:

البعض يقول إنّ النسبية هي الأفضل ولا حل إلاّ بها.

والآخر يقول بالمختلط لأنه يوفر العدالة للجميع.

والآخر يقول بالقانون الارثوذكسي، والبعض يقول بالتأهيل أولاً ثم بالانتخاب بالأكثرية.

والبعض يقول بإعادة النظر في المحافظات.

والبعض يقول لماذا لا نجمع عاليه مع الشوف؟

والبعض يقول فلتنتخب كل طائفة ممثليها.

أمام سوق عكاظ ضاع المواطن وضاعت الطاسة وأصبحنا لا نعرف أين هو الصح وأين هو الخطأ.

والأهم من هذا وذاك أننا نسينا مشكلة الكهرباء والوعود بأننا سوف نحصل على الكهرباء 24 على 24.

وكذلك الوضع الاقتصادي والمعاناة التي يعانيها الاقتصاد اللبناني على جميع الأصعدة وفي كل المؤسّسات التجارية والصناعية ولم نعد نتحدث عن الموازنة التي مضى أكثر من 15 سنة من دون إقرارها.

تركنا كل شيء ونسينا كل شيء ولم يعد عندنا إلاّ عمل واحد هو قانون الانتخاب!

ثم أنّ تلهّي الجميع بقانون الانتخابات يبدو وكأنه يصرف عن الاهتمام بمسائل حيوية أساسية كمسألة الدين العام وتراكمه وارتفاع أرقامه من دون أي مؤشر الى أنهم مهتمون بالبحث عن كيفية التغطية وإيجاد حلول لهذه المسألة الكبرى، كما يلهيهم عن أوضاع الناس، فليس هناك مَن يهتم ماذا يأكلون ويشربون وبازدياد أعداد العاطلين من العمل مع ما يترتب على ذلك من هجرة واسعة للشباب وذوي الكفاءات، ويفرغ لبنان من نسبة عالية من الكفاءات العلمية والمهنية، ويترافق ذلك كله مع هذا الهجوم الشامل على قانون الستين، فهل ينسى هؤلاء أنه بفضل قانون الستين الذي أنتج المجلس النيابي الحالي صار نبيه بري رئيساً لمجلس النواب وانتخب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وشكلت حكومة الرئيس سعد الحريري الحالية.

يا جماعة زيادة نائب من هنا أو ناقص نائب من هناك ليست مصيبة… يجب أن نعود الى الإهتمام بالأهم.

عوني الكعكي