IMLebanon

الإنتخابات تلقّن «الأحزاب» درساً لن ينسوه: زمن التحوّل بدأ

 

 

انتهت الإنتخابات، وبحسب الأحزاب الأساسية فإنها انتصرت جميعها، والخسارة لم تكن موجودة لأي طرف في أي دائرة. قد يكون هذا الكلام دقيقاً بحال تحدثت هذه الأحزاب عن أهدافها التي حددتها لهذا الإستحقاق، وربما قد يقتنع مناصروها بالنصر، إنما الحقيقة الواضحة في مكان آخر، وهي أن لوائح «الثورة» حققت النصر على البقية.

 

يبدو أن حزب القوات اللبنانية سيكون الأكثر سعادة بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية الرسمية، فهو تمكن من إثبات نفسه في دوائر، كبعلبك الهرمل وبيروت الأولى، وتمكن من إظهار «قوة حظّه» في دوائر أخرى مثل دائرة صيدا – جزين على سبيل المثال، إنما بالنتيجة فقد أصبحت «القوات» صاحبة الكتلة النيابية الأكبر في المجلس المقبل، وتسعى لبناء تكتل نيابي يضاهي ذلك الذي أنشأه التيار الوطني الحر عام 2018.

 

بالنسبة الى التيار الوطني الحر، فإن هدفه كان إثبات وجوده وهو نجح بذلك من خلال الحفاظ على كتلة وازنة تخطّت الـ 15 نائباً، وتمكن من النجاح في بعلبك الهرمل،ـ بيروت الثانية، البقاع الغربي – راشيا، والشوف – عاليه، والأهم تمكن من الانتصار في معركته الأساسية في البترون رغم كل محاولات إسقاط جبران باسيل.

 

الثنائي الشيعي فاز بالحفاظ على المقاعد الشيعية كاملة، فلم يحصل الخرق شيعياً في أي دائرة، وبالتالي حافظ على سيطرته على رئاسة المجلس النيابي من جهة، وقدرته على مسك ورقة الميثاقية في مجلس الوزراء، كما تمكن من دعم التيار الوطني الحر في الشارع المسيحي.

 

أما الحزب التقدمي الإشتراكي فرغم خسارته المقعد الدرزي في بيروت الثانية وهو ما كان متوقعاً، انتصر في المعركة الدرزية – الدرزية في الشوف.

 

قد يطول الحديث عن الاحزاب وأهدافها، فالكتائب يبدو أنها تمكنت من زيادة مقعد الى حصتها النيابية، تيار المستقبل تمكن من إفشال فؤاد السنيورة، لكن بالمحصلة ليس ما تقوله الأحزاب بشكل عام يعكس الواقع.

 

تعرّض التيار الوطني الحر الى ضربات قاسية في أكثر من دائرة، فهو في البداية خسر صدارة التمثيل في الشارع المسيحي لصالح الخصم اللدود سمير جعجع، ومن ثم سقوطه المدوّي في دائرة صيدا –جزين، بسبب قتال الشوارع الذي دار بين أمل أبو زيد وزياد أسود، لكن التيار لم يكن الخاسر الوحيد، فلوائح الثنائي الشيعي تعرضت للخرق في دائرة الجنوب الثالثة، الدائرة الوحيدة التي تحالفات فيها قوى المعارضة بوجه الثنائي الذي اختار أسماء مسيحية وسنية لتمثيله، لا تحظى برضى شعبي، ولا غطاء حزبي، فدفع هذه المرة ثمن لا مبالاته بخيارات الناخبين.

 

خسر فريق الثنائي الشيعي وقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر الأكثرية النيابية لصالح مجموعة من القوى التي قد لا تلتقي حول مشروع واحد، لكنه خسر الأكثرية، خسر في دوائر كانت بمتناول اليد بسبب سياسات وممارسات خاطئة، ودفع ثمن الغضب الشعبي لدى المغتربين.

 

خسرت الأحزاب، فالساحة الدرزية أصبحت مباحة للتغييريين، حتى القوات، التي لم تحصل وحلفاؤها على الاكثرية التي يطمحون إليها أيضاً، وانتصرت لوائح التغيير، فحققت مفاجآت لم يتوقعها أحد من المحللين والباحثين وأصحاب الدراسات والأرقام، في بيروت الثانية، في الشوف – عاليه، وغيرها من اللوائح.

 

لُقّنت الأحزاب درساً لن تنساه قريباً، فيمكن القول بهذه الإنتخابات أن زمن التحولات انطلق، ولا شكّ أنه في انتخابات المرة المقبلة سيكون للقوى الجديدة مكاناً أكبر، فقوى التغيير التي حصلت على حوالي 400 ألف صوت في الانتخابات هذه، ستصل الى الضعف قريباً.