IMLebanon

معامل الكهرباء مهدّدة بالتوقف بسبب نقص الفيول

 

 

إنتاج الكهرباء في أدنى مستوياته. وهو قارب ربع الكمية التي كانت تنتج في الصيف الماضي. السبب هذه المرة هو النقص الحاد في الفيول. يبدو أن شركة سوناطراك قررت معاقبة لبنان من خلال تأخير الشحنات عن موعدها المقرر للتسليم. أسبوع صعب سيمرّ قبل وصول الشحنة الأولى في 6 تموز

 

التقنين انتقل إلى المولدات الخاصة. صار أصحاب بعض المولّدات يضعون جدولاً بالتقنين المقرر. حجّتهم «التقنين الحاد في الكهرباء» أدى إلى عدم قدرة المولّدات على تعويض الفارق. كهرباء الدولة غائبة عن المنازل أغلب الوقت. في بعض المناطق، وصل معدّل التغذية إلى 6 ساعات يومياً. حتى في بيروت، التي لا يشترك أغلب سكانها في المولدات نظراً إلى اقتصار التقنين على 3 ساعات يومياً، انضمت إلى القافلة مع 12 ساعة انقطاع. تلك أزمة ساهمت في استرجاع عدد من العائلات لأيام الحرب. بيع الشموع ازدهر مجدداً. ثمن الشمعة الواحدة وصل إلى ألف ليرة. باختصار، العتمة التي كان يحذر منها البعض صارت واقعاً، تستعد الأسر لمواجهته. الأسباب تتغير كل يوم. إما مصرف لبنان لا يفتح اعتمادات للشحنات، أو الفيول غير مطابق، أو بعض المعامل معطّل، أو البواخر تأخرت. لكن النتيجة واحدة: وضع قطاع الكهرباء في أيام الانتعاش كان كارثياً، فكيف يكون في أيام الانهيار؟

 

سوء الوضع استدعى من مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان مراسلة وزير الطاقة للتحذير من أن استمرار مشكلة الفيول قد يوصل المؤسسة الى مرحلة يستحيل معها الحفاظ على استمرارية المرفق العام.

مشكلة اليوم أن بواخر الفيول والمازوت لم تصل في موعدها المحدد، فانخفض الانتاج إلى أدنى مستوى. الفيول المتبقي بالكاد يكفي لأسبوع آخر. حالياً، ونظراً إلى التغيير المتواصل في معدل الانتاج، لا تملك مؤسسة كهرباء لبنان رقماً رسمياً لحجم الانتاج، لكن مصادر غير رسمية، تشير إلى أن مجموع الانتاج انخفض يوم أمس إلى ما دون 900 ميغاواط، من أصل 2000 ميغاواط أنتجت في صيف 2019، فيما يتوقع أن يزداد انخفاضاً اليوم، مع فصل مجموعات إضافية في الزهراني ودير عمار عن الشبكة منتصف ليل أمس. أما في التفاصيل، فإن الانتاج الحالي سيقارب:

30 ميغاواط من البواخر من أصل 380 ميغاواط.

17 ميغاواط من المعامل الجديدة في الزوق والجية (أطفئ معمل الجية تماماً) من أصل 270 ميغاواط.

150 ميغاواط في الزهراني من 450 ميغاواط

300 ميغاواط من أصل 450 ميغاواط من معمل دير عمار.

100 ميغاواط من معمل الجية القديم

200 ميغاواط من معمل الزوق القديم

50 ميغاواط من المعامل المائية.

الانخفاض الكبير في إنتاج المعامل الجديدة والبواخر يعود إلى كون مادة الفيول التي تشغّلها تكاد تنفد تماماً من خزاناتها، فيما المازوت الذي يغذي دير عمار والزهراني متوفر بكميات أكثر قليلاً. ولولا أن أفرغت شحنة الفيول Grade A التي سبق أن منعت من التفريغ بعد الشك في مخالفتها للمواصفات، لكانت فُصلت 300 ميغاواط أخرى عن الشبكة. للمناسبة، فإنه بعد طول انتظار، انتهت عملية تفريغ الخزانات في الجية من الفيول المضروب أمس، على أن يبدأ تفريغ الخزانات في الزوق اليوم.

مؤسسة كهرباء لبنان تردّ على من يسألها بالقول إن الماكينات جاهزة وننتظر الفيول لتشغيلها. أما في وزارة الطاقة، فتؤكد مصادر مطلعة أن التأخير هذه المرة لا يتعلق بتأخير مصرف لبنان في فتح الاعتمادات، إذ فتح المصرف اعتماداً لباخرة فيول وآخر لباخرة مازوت. أين المشكلة إذاً؟ فيما كان يُفترض، بحسب جدول الشحنات، أن تصل باخرة نهاية حزيران، لم يكن قد حدد موعد وصولها بعد، قبل أن يتبين أن باخرة الفيول ستصل في 6 تموز، فيما تصل باخرة المازوت في 14 أو 15 تموز.

تلك حالة لم يعتدها العاملون في الوزارة. عادة، كانت البواخر تصل قبل فتح الاعتمادات، فتنتظر في المياه الاقليمية إلى حين فتح الاعتماد. مصادر مطلعة تؤكد أن شركة سوناطراك سبق أن راسلت وزارة الطاقة منذ أسبوعين، طالبة اعتذاراً رسمياً عن الضرر الذي سبّبته لها قضية الفيول المغشوش، وأدت إلى تشويه سمعتها. لم يُبت الأمر بعد في الوزارة، لكن يبدو أن الشركة قررت أن تكون عنصراً إضافياً من عناصر المأساة اللبنانية.