IMLebanon

«كفى كذباً»  

هناك مثل شعبي يقول بدل أن تقول للدجاجة «كشّي» اضربها واكسر لها رجليها… وهذا المثل ينطبق على الرئيس ترامب تجاه الروس الداعمين لإيران وسوريا…

لماذا أعطت أميركا فرصة للروس لأن ينقذوا النظام بعد استعماله الأسلحة الكيميائية التي أسفرت عن مجازر رهيبة طاولت المدنيين وبينهم عدد كبير من الأطفال.

وماذا عن قدرة أميركا على منع روسيا من استخدام الطائرات الحربية لقصف المدن والمواطنين العُزّل شيوخاً ونساء وأطفالاً؟!.

لماذا لا تزوّد إدارة ترامب المعارضة بالأسلحة للدفاع عن نفسها وتمنع الطائرات العسكرية من تحقيق أهدافها؟

لماذا لا تزوّد أميركا المعارضة بالصواريخ التي لو وصلت الى المعارضة لأسقطت الحكم المجرم وأسقطت الطائرات الروسية على رؤوس الروس وجماعة النظام في آن معاً؟!.

وفي عود الى الماضي القريب، وتحديداً الى العام 2003 نسأل من سلّم العراق الى إيران؟ وهل يستطيع قاسم سليماني أن يكون حاكماً للعراق لولا رغبة أميركا وقرارها بتسليم العراق الى عدو العرب إيران؟

كثيرة هي الأسئلة التي ليست في الحقيقة مجرّد أسئلة، بل أبعد مدى، إذ انها اتهامات واضحة وصريحة حول التآمر الاميركي على العراق وسوريا والعرب عموماً!

يوم جاءت حاملات الطائرات الأميركية الى شواطئ سوريا كان الأسد قد أرسل عائلته الى خارج سوريا (بين دبي وروسيا)، وحوّل أمواله الى «روبل» وأودعها في المصارف الروسية… يومها بالذات توقفت حاملات الطائرات عن القيام بمهمتها، أي بتوجيه ضربة للنظام السوري، توقفت تحت ذريعة أنّ روسيا تتعهّد بنقل السلاح الكيماوي الى خارج الأراضي السورية.

قبل هذه العملية كان الوجود الروسي في سوريا وجوداً رمزياً يقتصر على تزويد السفن من قاعدة طرطوس بالفيول، أمّا بعد تدخلها منذ أكثر من سنتين فقد حصلت موسكو على الآتي:

أولاً- قاعدة عسكرية بحرية ثابتة في طرطوس.

ثانياً- قاعدة عسكرية جوية في حميميم.

ثالثاً- الاتفاق على حصولها على ربع النفط السوري مجّاناً، بالإضافة الى تغطية جميع تكاليف العمليات العسكرية الروسية في سوريا.

اليوم وبعد خراب البصرة استفاق ترامب ليهدد روسيا أو يطلب منها (لا نعرف على أي صيغة استقر) أن تمتنع عن مدّ النظام بالسلاح وعن دعم سوريا وإيران.

بالخلاصة نتمنى أن نصدّق الوعود الأميركية ولو لمرة واحدة، كما قال المغفور له الرئيس سليمان فرنجية لأبو عمار أن يصدق معه، إذ قال فرنجية لعرفات: لدي أمنية في هذه الحياة.

فقال أبو عمار: ما هي أمنيتكم يا فخامة الرئيس؟

قال فرنجية: أن تصدق معي مرّة واحدة!

… وعنّا لأمر الاميركي!