IMLebanon

أردوغان… بدأ العدّ العكسي

 

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى السلطة بنجاحه في بلدية اسطنبول، إذ انتقل منها الى رئاسة الحكومة فرئاسة الجمهورية.

 

أردوغان دخل الى قلوب الاتراك من خلال تحسين الوضع الاقتصادي… والعملة التركية كانت دائماً متذبذبة فثبتها، وحقق لها استقراراً مرتكزاً الى موقعه في رأس السلطة وإلى الدعم الشعبي الذي وفره له حزبه (حزب العدالة) واسع الانتشار.

 

ولكن، هل بدأت مسيرة السقوط؟

 

سقط مرشحه في بلدية اسطنبول في الانتخابات الأخيرة، فلم يقبل بالنتيجة التي عبّر الشعب التركي من خلالها عن امتعاضه من الحال التي بدأ يتراجع فيها الاقتصاد وتنهار العملة، واعتراضاً على إجراءات قمعية بأوامر مباشرة من أردوغان.

 

فلم يقبل أردوغان بالانتخابات ولم ينزل عند إرادة الشعب، فألغى نتائج الانتخابات البلدية في اسطنبول وأعاد الانتخابات، ليرد له الشعب الكيل كيلين ويسقط مرشحه مجدداً بفارق كبير بلغ ٨٠٠ ألف صوت.

 

فهل تكون البلدية سبباً لإسقاطه من السلطة كما كانت السبب لوصوله إليها؟

 

ولم تنفعه مواقفه المتضمنة حملات على السياسة الاميركية، وتفاقمت الأزمة بينه وبين الرئيس الاميركي ترامب على خلفية شراء تركيا صواريخ       S400 الروسية، ويعتبر الاميركيون أنّ خط الدفاع الاول عن أميركا هي تركيا التي تتاخم حدودها حدود روسيا حالياً (والاتحاد السوڤياتي سابقاً)، لذلك فالجيش التركي تدريبه أميركي وسلاحه أميركي، وسياسته تلتزم بالقرار الاميركي.

 

من هنا لم يقبل الرئيس دونالد ترامب أن يستحصل أردوغان على صواريخ S400 الروسية التي أصر عليها الجانب التركي رغم التحذيرات الاميركية المتكررة، ولكن أردوغان أصر على موقفه إصراراً كبيراً، ما أدى الى ازدياد غضب واشنطن من بلدٍ هو حليف تاريخي لها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية في أربعينات القرن الماضي، أضف الى أنّ تركيا تشكل جزءًا من الحلف الاطلسي الذي كان السدّ الذي يقف في وجه «الجدار الحديدي» المتمثل بموسكو والكتلة الشرقية.

 

لذلك، فإنّ واشنطن لن توفر له الدعم في أزماته المتفاقمة وأبرزها التدهور المتمادي الاسبوعي (وأحياناً اليومي) في العملة التركية، إذ فقدت الليرة التركية الكثير من قيمتها أمام العملات الصعبة ما أدّى الى ارتفاع كبير في أسعار السلع خصوصاً المستورد منها.

 

وازاء ذلك عرّض أردوغان علاقاته بـ»الجيران» العرب الى نكسات متتالية من خلال انحيازه الى الإخوان المسلمين ما سبّب له بأزمة حقيقية مع مصر، وانحاز الى قطر في الأزمة الخليجية ما أدّى الى توتر كبير في العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.

 

باختصار: لا شك في أنّ الهالة التي أحاطت بأردوغان تتقلّص يومياً… وهو بدأ مسيرة الهبوط… والمسألة مسألة وقت!

 

عوني الكعكي