IMLebanon

تحذير أوروبي من الخطر الإرهابي على لبنان: نخشى أن يُصبح المحطة الثانية بعد سوريا

ما يجري اليوم في مناطق البقاع الشمالي من فتنة مذهبية لا يوحي بأنه مجرد تشنجات وتوترات كالتي اعتدناها على مدى اشهر، لان الازمة تتفاعل وتتطور، اذ ينقل المواطنون بأن الوضع الامني المتدهور فاق كل التوقعات هذه المرة، وما يجري اليوم في المنطقة المذكورة لم يعد يُحتمل، وسط قلق وتوتر امني وسياسي، خصوصاً بعد الذي جرى ليل السبت الماضي، اذ يروي بعض اهالي رأس بعلبك لـ«الديار» بأن اهالي بعلبك – الهرمل صُدموا ببيان أرسل إليهم عبر خدمة «الواتساب» مُوقّع من حزب الله بطريقة مغالطة، لانهم تأكدوا بعد دقائق بأن الارهابيين هم من ارسلوا لهم هذا البيان بهدف ترويعهم، وقد جاء فيه: «إلى أهلنا في منطقة بعلبك- الهرمل وبخاصة الشباب ممن هم قادرون على حمل السلاح التعاون معنا هذه الليلة، لأن مصادرنا تؤكد أن المجموعات الارهابية ستقوم الليلة عند الساعة 12 ببدء هجومها على المناطق التالية: يونين، مقنة، البزالية، اللبوة، النبي عثمان، الفاكهة، رأس بعلبك والقاع، ودعا البيان الأهالي الى عدم التجوال ليلا وملازمة منازلهم وأخذ الحيطة والحذر والدعاء للمجاهدين، وختم: «النصر من عند الله».

مع الاشارة الى ان البيان حوى على الكثير من الأخطاء اللغوية، ما دفع الاهالي الى الشك بمصداقيته، لان هذا الامر لا يحصل مطلقاً في بيانات حزب الله ، لكنه أثار البلبلة وزرع الخوف في صفوف الأهالي الذين كانوا حينها تحت وقع صدمة استشهاد علي البزال على يد «جبهة النصرة».

وسط هذه الاجواء الامنية المخيفة، ابدت جهات اوروبية مخاوفها من إنتقال الشرارة السورية الى لبنان بشكل نهائي أي سيطرة الحرب المذهبية، مع تأكيدها بأن هنالك تحضيرات متكررة لنقل ما يجري على الاراضي السورية الى لبنان، والاحداث التي مرّت على مدى الاسابيع القليلة الماضية والتي تحدث حالياً كفيلة بإعطاء صورة عن الوضع الحالي، ما جعل تلك الجهات تبدي قلقاً كبيراً من ألا يكون السياسيون في لبنان على قدر كبير من المسؤولية،على الرغم من التحذيرات الغربية التي يتلقونها يومياً، لافتة الى إحتمال أن يكون لبنان المحطة الثانية للارهاب بعد سوريا، لان هنالك خطراً حقيقياً، خصوصاً في حال إنتصر مشروع «الدولة الإسلامية» على الرئيس بشار الأسد، ما يعني أن لبنان موضوع حالياً على قمة الاخطار بحسب ما نقلت الجهات الاوروبية.

ولفتت الى ضرورة تبديد الاحتقان في الساحة الداخلية المنقسمة من قبل الحكومة، والعمل على تحقيق الإستقرار والأمن قبل فوات الاوان، لان ما يجري من أحداث محلية وإقليمية يؤكد بأن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً خطراً للصراع في لبنان الذي كان وما زال يعانى تداعيات الأحداث الإقليمية التي تجري قريباً منه، ما جعله اليوم يعيش على فوهة بركان، وسط تنقل الاحداث الامنية بشكل يومي بين عرسال والبزالية ، فضلاً عن تخوف من حركة امنية غير مألوفة في بعض المناطق، وكأن كل شيء مدروس تحت توقيت امني وسياسي تشارك فيه خطابات البعض تحت ظل ديني، اذ بات أي حادث يشكل ذريعة لإشعال الوضع، وابدت الجهات الاوروبية قلقها من عدم الوصول الى حل في ملف العسكريين المخطوفين خصوصاً بعد دخول تعقيدات إضافية على خطه على أثر إعتقال زوجات بعض الارهابيين.

هذا وتشير المعلومات الى ان رئيس الحكومة تمام سلام تلقى هذه التحذيرات قبل ايام، وُنقل عنه تشاؤمه الشديد جراء تدهور الاوضاع الامنية في شكل غير مسبوق، خصوصاً ان معظم السياسيين اللبنانيين يطلقون المواقف العقلانية من خلال تشديدهم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك ولا شيء ينفذ فعلياً من قبلهم، ما يجعله غير قادر على تحمّل كل هذه الاوزار.

كما نقلت اوساط مقربة من سلام اصراره على عدم إعطاء الفرصة لايقاظ كوابيس المذهبية والطائفية وإشعال النار النائمة تحت الرماد ، وسط تخّوف البعض من اي اشارة قد تؤدي الى إندلاع ألسنة تلك النيران ولهيبها لتصيب مشروع الدولة في الصميم، لان الاحتقان الامني وارد ان ينتقل من عرسال والبزالية الى كل لبنان والى شوارع العاصمة تحديداً، خصوصاً ان التسلّح في معظم المناطق قائم على قدم وساق.

وختمت هذه الاوساط بدعوة الاطراف السياسيين الى التعلّم من اخطاء الماضي وعدم الانجرار الى الحرب مجدداً، مشددة على اخذ التحذيرات الغربية في عين الاعتبار لانها واقعية وجديّة اكثر من اي مرّة.