IMLebanon

التوقعات غير ايجابية؟!

اما وقد تأخرت الطبخة الوزارية، فان التوقعات لا تزال تشير الى ان التشكيلة الحكومية لن تتأخر الى اكثر من ساعات قليلة، والا فانها ستتأخر الى نهاية الاسبوع الجاري لاعتبارات تدخل في سياق ارضاء من لا يزال يعاند المساعي الجارية لتخطي التعقيدات من جانب بعض من لم يقتنع اننا دخلنا عهدا جديدا بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يؤكد سعيه الى تعزيز دور السلطة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين على السواء، مع العلم ان كل من لم يقبل الى الان حصته الوزارية سيتحمل مسؤولية  تأخير تشكيل الحكومة العتيدة (…)

وتجدر الاشارة في هذا المجال الى ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لم يقطع الامل من انجاز مهمته في اسرع وقت، لانه يعمل على اكثر من جبهة لتذليل العقبات المطلبية التي تخطت المعقول في بعض جوانبها من قبل من لم تعجبه الحقائب الوزارية التي اعطيت له، وهو باق على سعيه لتحسين مواقعه في الحكومة العتيدة من غير ان يعمل حسابا لمن هو  في وضع سياسي – نيابي افضل عنه اقله  بالنسبة للاعداد النيابية التي تضمها هذه  الكتلة التي تميزها عن غيرها من دون حاجة الى كثير فلسفة دستورية وقانونية؟!

وما يثير التساؤل الشعبي والسياسي في وقت واحد، ان الذين يصرون على التوزير يتجاهلون ان مهمة المعارضة ليست فاعلة، ربما لانها لا تدر اموالا ولا تفيد باستثناء من يتولى هذه الوزارة او تلك مع الاخذ في الاعتبار نوعية هذه الوزارة ومدى قدرتها على العمل لما فيه المصلحة العامة، فيما يقال غير ذلك تماما عن وزارة اخرى من النوع غير الفاعل في الحياة الادارية التي على صلة مباشرة مع المواطنين بعكس وزارات لا تجد من يعرف عنوانها ومجال عملها السياسي والاداري (…)

هذا الامر ليس من يعترض على سلامة التصرف في هذه الوزارة بقدر ما يهم البعض القول عنها انها مجرد مغارة علي بابا من دون ذكر، قبل بلا حاجة الى القول عمن يتولاها انه «نازل بقفة من السما». وهذه الوزارات مشهود لها بالصرف المادي الكيفي الذي يعني الكثير بالنسبة للاداريين العاملين فيها لاعتبارات شخصية  من الصعب تحديدهم بالاسماء والارقام والعناوين؟!

من هذا المنطلق يقال عن هذه الوزارة انها سيادية وان الاخرى غير ذلك، فيما انجز بعض الوزراء العاديين مهام بالغة الاهمية، من غير حاجة الى تحديد في الاسماء او نوعية العمل لمجرد القول ان في البلد قدرات وطاقات رسمية لا غبار عليها، ان لجهة الاداء او لجهة الهرب من المسؤولية مثل الذي حصل في ملف البيئة – النفايات الذي لا يزال عالقا من دون ان يتبرع احد لحمل مسؤولية  معالجته، وهذا الملف بدوره من ضمن ما هو مستبعد لجهة رفض الساعين الى التوزير  حمل هذه المهمة التي تعتبر جدية بعكس غيرها؟!

لقد قيل في هذا المجال ان معظم من يسعى الى التوزير قد رفض وزارة البيئة بشكل مطلق، كي لا يتهم من يتولاها بأنه سيصطدم  بعدم وجود حل او بعدم قدرته على تولي المهمة كونها متعبة وليس فيها من فائدة تذكر، مثل ما يقال عن الوزارات السيادية المتعبة في مجال عملها، لكنها في النتيجة مربحة وتكفي لتغطية مصاريف اكسترا دأب كثيرون على البحث عنها لاعتبارات واضحة، كونها محسوبة بدقة في مجال الربح والخسارة؟!

المهم في هذا المجال ان يتولى هذه الوزارة او تلك من يستحق حمل المسؤولية بجدارة، اضف الى ذلك حصول التوزير من خلال حكومة منسجمة وايجابية لا تأخذ في الاعتبار سوى المصلحة العامة لاسيما الحاجة الى حكومة في اسرع وقت، كي لا يقال ان طالبي التوزير اهم من استكمال عقد المؤسسات بعد طول كلام على ان الفراغ سيبقى مسيطرا على كل ما عداه، من مطالب ومهام سياسية وادارية (…)

وما هو اكثر اهمية هو تجنب الظـهور بمظهر «حكومة الامر الواقع» على رغم كل ما يقال عن وجود مراكز قوى من الصعب تخطي املاءاتها  السياسية والمطلبية، وكي لا تتأثر الكثافة التي سمت الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، حيث  لا بد من القول ان العهد الجديد يستحق فرصة كافية لاثبات وجود الدولة على الصعيد العام بعد طول فراغ سياسي واداري اثر على كل ما من شأنه ان يعزز دور الدولة حاضرا ومستقبلا؟!