IMLebanon

كلامٌ صريح برسم أهل الحوار

لا يستطيع صحافي، أو محلّل سياسي، أو خبير في الشؤون اللبنانية تجاوز مسؤوليّة الفراغ الرئاسي “المجهول الأسباب” بالنسبة إلى مأساة العسكريّين المخطوفين لدى تنظيمي

“داعش” و”جبهة النصرة”، وخصوصاً لجهة إعدام الرقيب علي البزال ظلماً وبهتاناً. وربما سعياً من الإرهابيّين إلى إحداث فتنة في لبنان.

فإلى متى هذان الاستهتار والاستلشاق بحياة المواطنين، ومصير البلد، وميثاق العيش المشترك، في زمن التطرّف وتفشّي التكفيريّين دون حسيب أو رقيب؟

لا يختلف اثنان على أن عدم وجود رئيس للجمهوريّة أفقد الدولة والمؤسّسات دورها ومسؤولياتها وواجباتها وتوازنها كمرجعيّة أولى للمواطنين والأمن والاستقرار في البلد، على رغم “انكماش” وضمور مسؤوليّات الرئيس الأوّل، بموجب اتفاق الطائف الذي كتب نهاية حروب داحس والغبراء التي استمرّت نحو عقدين، أو أقلّ بقليل.

انطلاقاً من هذا الواقع الأليم والخطير يتطلّع اللبنانيّون إلى الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، مناشدين القيادات والمرجعيّات أخذ الواقع اللبناني وتطوّراته المأسوية في الاعتبار.

وليبدأ الحوار الآن إذا كان في الإمكان، وليكن مسك الختام نتائج مباشرة تؤدي حالاً إلى انتخاب رئيس توافقي يسارع الى لملمة الجمهوريّة، واسترجاع الدولة ودورها، وإطلاق يد القانون ليكون ثوابٌ وعقاب.

ومعاناة العسكريّين المخطوفين لدى تنظيمات إرهابيّة تعيث فساداً، وتنشر الموت والدمار حيث تحلّ أو تمرّ، من شأنها حثّ الجميع على التضحية بالمناصب وأحلامها، والمكاسب وأوهامها.

لنضع “أوهام الحماية” الدوليّة أو الإقليميّة جانباً، ولننظر إلى واقع الحال بالعين المجرَّدة والعقل المتنوّر، فماذا يتكوّن لدينا من حصيلة؟

الجواب جاهز لدى الناس العاديّين، قبل المسؤولين والمرجعيّين والجالسين في صدارة الفيترينات: لا أمل، ولا حلول، ولا أمان، ولا استقرار، ولا اقتصاد، ولا أفق، ما دام قصر بعبدا مقفلاً وأنواره مطفأة والطريق إليه تشكو من الوحدة منذ أشهر.

فإلامَ وعَلامَ تضييع الوقت، وإعطاء المزيد من الفرص لخاطفي العسكريّين، وللمتربّصين بلبنان، كي يدفعوا بالبلد الواقف على شوار إلى الانزلاق حيث الفخاخ على أنواعها في انتظاره؟

هذه الأسئلة بمجموعها، وبكل مضمونها ليست مجرّد خواطر عابرة، إنما هي بعض ما يتداوله الناس العاديون في أحاديثهم، سواء أكانوا في المقاهي والمطاعم أم في المنازل.

وإذا ما التأم شمل المتحاورين خلال أيام، فلينظروا ويأخذوا في الاعتبار ما يقلق اللبنانيّين ويشغل بالهم. فلعلّهم يتفكّرون