IMLebanon

الإنفجار… أين الحقيقة؟

 

 

نعرف أنّ التحقيق في إنفجار المرفأ يستغرق وقتاً طويلاً نظراً إلى الملفات الضخمة التي يتناولها، ويعكف المحقق العدلي القاضي فادي صوان على تفنيدها، إلى الأعداد الكبيرة، بالمئات، من الذين سيشملهم التحقيق والإستماع إلى إفاداتهم  وهذا ليس بالأمر السهل.

 

قد يكون اللبنانيون يستعجلون التوصّل إلى كشف الحقيقة. إلا أنّ دون ذلك أسباب وعوامل عديدة لا تتعلّق فقط بضخامة الملف إنما أيضاً بهول الكارثة التي أوقعت الضحايا بالآلاف بين شهداء ومصابين، ناهيك بالأضرار الهائلة التي قضت تهديماً على أحياء بكاملها في العاصمة بيروت، إلى ما يترتّب على توقّف العمل في أجزاء كبيرة من المرفأ من نتائج سلبية.

 

إلا أنّ مسار التحقيق لا يزال سلحفاتياً، فيما يجهد الرئيس صوان ليواكب السرعة متجنّباً التسرّع، وهو المشهود له بالنزاهة، والذي يُعتبر قبوله تلك المهمة بمثابة العمل الفدائي، جرّاء ما يحوط بهذه المأساة من غموض وأسرار.

 

حتى الآن شملت التوقيفات موظفين كباراً إداريين وأمنيين الذين يشعر بعضهم بالظلم كما بات معروفاً وتتناقله وسائط الإعلام بتحقيقات مطوّلة. طبعاً ليس القاضي العدلي مضطراً لأن يُصدر بياناً توضيحياً إثر كلّ توقيف، ولكن ليته يُدرك أنّ الرأي العام غير مُقتنع بما يجري حتى الآن: فبعض التوقيفات «واقفة» ولا نُزيد. ثمّ إنّ الناس تتساءل لماذا لا يُلحَق بالقاضي صوان عدد من المحققين المساعدين، ومتى تُطاول التوقيفات المواقع الأعلى كوزراء وقضاة؟

 

ثمة نقطة يجدر التوقف عندها في هذه المأساة الكبرى وهي أنّ التحقيق الذي أجرته الـFBI توصّل إلى نتيجة مفادها أنّ الإنفجار الكبير الكارثي هو مجرّد “Accident”، أي أنه حادثٌ وقع قضاءً وقدراً. ولكن في المقابل يتسرّب من المعلومات ما يشي بأنّ المحققين الفرنسيين وسواهم من الطرف الأوروبي وضعوا أيديهم على رأس خيط يستبعد الحادثة ليُشير إلى جريمة مُدبّرة.

 

فأين الحقيقة في ذلك كله؟

 

ليت الرئيس النظيف الشفاف فادي صوان يكشف الغطاء عن مسار التحقيق إن لم يكن عن نتيجته التي لا نراها واردةً في المستقبل المنظور.