IMLebanon

هل ينفذ “داعش” تهديداته؟

كتب فادي عيد في “الديار”: مع تحوّل المسرح الدولي إلى ساحة مواجهة مفتوحة مع تنظيم «داعش» بعد اعتداءات باريس الإرهابية الأخيرة، يستمر العنوان الأمني في طليعة الإهتمامات على الساحة الداخلية، في ظل التقارير الأمنية المحلية والغربية المتتالية عن هجمات يستعدّ لها التنظيم الإرهابي، وذلك انطلاقاً من المعلومات التي تكشفها التحقيقات مع الموقوفين في الأيام القليلة التي سبقت وتلت تفجيري برج البراجنة الإنتحاريين. وفيما تتركّز الأنظار الدولية على اعتداءات باريس كما سُجّل في البيان الختامي لقمة الدول العشرين المنعقد في تركيا، اعتبرت مصادر ديبلوماسية مطّلعة، أن الموجهة النهائية بين العواصم الغربية والإقليمية الكبرى وتنظيم «داعش» قد انطلقت، وذلك بعدما اجتمعت هذه العواصم على وجوب ضرب «داعش» في كل مكان، وليس فقط في سوريا والعراق وليبيا. وأوضحت أن هذا القرار لا يطال فقط أماكن ومواقع هذا التنظيم العسكرية، بل خلاياه النائمة في أكثر من بلد عربي وغربي، خاصة وأن هجمات باريس ليست سوى نموذج أولي عما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع فيما لو استمرت الخروقات الأمنية للتنظيم الإرهابي في الدول الغربية، وبشكل خاص في أوروبا كما هدّد «داعش» بالأمس.

وقالت المصادر الديبلوماسية نفسها، أن قمة الدول العشرين تحوّلت إلى محطة لتكريس قرار الحرب الدولي على الإرهاب وعلى «داعش»، في ضوء ما تم الكشف عنه عن تسلّل العشرات، إن لم يكن المئات من العناصر الإرهابية إلى أوروبا ووجود مخطّط خطير لإشعال الساحات الأوروبية عبر هجمات إنتحارية متتالية، وبفارق زمني قصير، بهدف زرع البلبلة والتأثير على التحالف الدولي الذي يضرب «داعش» في كل مكان.

وخلافاً للحال التي كانت سائدة في السنوات الماضية، حيث كان التركيز الإستخباراتي الغربي ينصبّ على ساحات المنطقة، ومن بينها الساحة اللبنانية، لمراقبة ورصد تحرّكات الشبكات الإرهابية، فإن الواقع اليوم بات يتمحور حول الأساليب والسياسات التي تمنع حصول اعتداءات إرهابية جديدة في عواصم أوروبية كما أعلن التنظيم الإرهابي بالنسبة لتهديد السويد في الساعات الماضية. وبالتالي، فإن عمليات الرصد والمتابعة انتقلت من العواصم الإقليمية والساحات المشتعلة في سوريا والعراق وحدود لبنان الشرقية مع سوريا، إلى أوروبا بالدرجة الأولى، حيث أن اعتداءات باريس الإرهابية قد كشفت للسلطات الفرنسية والمجتمع الدولي أن التخطيط للعمليات الإنتحارية كان معدّاً ومنسّقاً من قبل مجموعة محترفة موجودة على الأراضي الفرنسية وفي دول مجاورة، وقامت بتهريب العناصر الإرهابية والأسلحة بكميّات كبيرة بعيداً عن أية رقابة أو إجراءات أمنية، كما أنها استغلّت نقاط الضعف في المواكبة الأمنية وإجراءات الحماية في بعض النقاط المستهدفة في الإعتداءات.

وكشفت المصادر الديبلوماسية عينها، أن الخرق الأمني الذي سُجّل في باريس مرشّح لأن ينسحب على أكثر من عاصمة غربية، وهو ما استدعى تحويل قمة العشرين إلى مناسبة لقرار غربي بإنهاء «داعش» على كل الصعد، لافتة إلى أن هذا المسار الغربي سيؤثّر على الواقع اللبناني المنخرط أصلاً في الحرب ضد «داعش» وسيترجم قريباً من خلال خطوات محلية ميدانية تركّز على رفع مستوى التنسيق الأمني والمعلوماتي وتنفيذ خطة إستباقية وقائية ضد الخلايا الإرهابية في أكثر من منطقة، وذلك كون الإجراءات الوقائية هي الأمثل لضرب الإرهاب قبل تنفيذ تنظيم «داعش» تهديداته بتفجير لبنان.