IMLebanon

قتال حزب الله في سوريا…لا تعليق

في لقاء جمع مسؤولين فرنسيين في مركز القرار وقيادي بارز مقرب لـ 8 آذار وله علاقة جيدة بالقيادة السورية ومواقفه جريئة، في ظل رغبة من هؤلاء المسؤولين بالاستماع الى موقفه مما يدور في سوريا ودول الجوار، مع التأكيد انه خلال الاجتماع لم يتم التطرق الى الملف اللبناني وليس في اهتمامات هؤلاء الا من باب الحدود اللبنانية – السورية وقتال حزب الله في سوريا، دون التعليق على هذه المسألة لا سلباً ولا ايجاباً، والاكتفاء بالاستماع الى وجهة النظر فقط، مع شرح المسؤول اللبناني وبشكل مستفيض عن دور حزب الله في مواجهة الارهاب في لبنان والتنسيق مع الجيش وفكفكة الشبكات الارهابية. وهذا هو سر الاستقرار في لبنان مع التأكيد على ان سيطرة حزب الله على القلمون شكلت اكبر حماية للبنان من خلال حماية حدوده واكتفى الفرنسيون ايضاً بعدم التعليق.

وخرج المسؤول اللبناني بخلاصة ابرزها:

1- المنطقة ستكون مختلفة بعد الاتفاق النووي الذي سيشكل بداية لمرحلة جديدة مع دور ايراني متقدم.

2- الدور البارز مستقبلاً لمحاربة «داعش» سيكون لايران والاكراد مع تركيز المسؤولين الفرنسيين على الاكراد واعجابهم بعمل البشمركة وقتالهم مع اهتمام لافت بالملف الكردي.

3- لا ثقة بالجيوش العربية وليست قادرة على الحسم بوجه «داعش».

4- ضياع فرنسي واوروبي بالتعامل مع الملف السوري وعدم وجود قرار مركزي داخل الادارة الفرنسية بهذا الشأن.

5- قلق على الاوضاع شمال افريقيا، وتحديداً مصر وليبيا، وهذا يقتضي تعاوناً مصرياً جرائرياً بالدرجة الاولى لمحاربة «داعش».

6- رعب اوروبي شامل من موضوع الهجرة غير الشرعية، الى اوروبا وعدم القدرة على المعالجة ومن المنظار الامني.

7- توافق فرنسي – بريطاني بالنسبة لسوريا، وتعارض مع معظم الدول الاوروبية بهذا الشأن من اجل تبلور موقف اوروبي ايجابي من النظام السوري.

8- لا يمكن لفرنسا وبريطانيا الخروج عن الموقفين التركي والسعودي من الرئيس بشار الاسد والدعوة لاسقاطه، لكن الموقف الفرنسي- البريطاني لا يعارض ان يكون التغيير من داخل النظام السوري، وليس من خارجه خصوصاً في ظل عدم الثقة بالمعارضة السورية بشرط ازاحة الرئيس الاسد، وكأن الخلاف معه بات شخصياً.

9- ليس هناك موقف فرنسي او اوروبي خارج الموقف الاميركي ولا قرار اوروبي مستقل عن واشنطن.

10- هناك قلق جدي من تزايد نشاط السلفيين بين المسلمين في فرنسا واوروبا عموماً.

11- الموقفان الفرنسي والبريطاني يتعارضان مع معظم الدول الاوروبية الاخرى، مع بداية نظرة ايجابية في الدول الاوروبية لسوريا وعدم تمسك هذه الدول برحيل الرئيس الاسد بعكس الموقفين الفرنسي والبريطاني وبالتالي بداية تشكيل «لوبي» ضغط اوروبي على فرنسا تحديداً في هذا الملف لأن «هم» هذه الدول ابعاد «سكين» داعش باي طريقة.

اما القطب اللبناني فوجه اسئلة الى المسؤولين الفرنسيين وسجلوها، دون اي تعليق واكتفوا بالاستماع، وما طرحه المسؤول اللبناني على الفرنسيين : هل سألتم انفسكم عن اليوم التالي بعد سقوط النظام السوري، والرئيس الاسد ؟ هل سألتم انفسكم عما سيحصل في دمشق اذا دخل التكفيريون الموزعون على مئات المنظمات ضد الناس وماذا سيحصل للشيعة والدروز والمسيحيين والسنة المؤيدين للنظام؟

هل سألتم انفسكم ماذا سيحل بسوريا اذا سقط الجيش ومؤسسات الدولة وانهارت؟ هل سألتم انفسكم كيف ستستطيعون لملمة الاوضاع وما هي قدراتكم على ذلك؟ هل سألتم انفسكم ماذا سيحصل في اوروبا اذا سيطر التكفيريون على سوريا الدولة الاساسية على البحر الابيض المتوسط؟ هل تستطيعون تحمل نتائج المجازر؟ ماذا ستفعلون بعد ان تحول سوريا الى دولة جهاد؟ فماذا سيحصل في اوروبا؟ لقد سقط النظام الليبي فماذا كانت النتيجة، فوضى وصراعات وهجرة الى اوروبا ستدفعون ثمنها. والسؤال الاساسي كيف سيكون الوضع في لبنان؟ فكيف سيكون وضع الارهابيين في العالم بعد استنادهم الى دولة قوية كسوريا؟ وهل يمكن لفرنسا ان تبني موقفها من سوريا جراء موقفها المتشدد من الرئيس الاسد حتى ان المسألة اصبحت شخصية، وهل دولة كفرنسا تبني سياستها على امور شخصية؟

رغم كل المحاذير والاسئلة عن اليوم التالي اذا سقط الرئيس الاسد، على فرنسا فان المسؤولين الفرنسيين لم يعلقوا واكتفوا بالصمت. وهذا ما يوحي «بضياع فرنسي» وعجز عن التعامل مع ملفات المنطقة مع اعطاء الاولوية للملف الكردي وتقديمه على كل الملفات، دون اي جواب عن الموقف التركي في حال تقدم النفوذ الكردي مع التأكيد الفرنسي على الدور الايراني وقوته مستقبلا، لا شك ان للمسؤولين الفرنسيين موقفهم لكن الدبلوماسية تقتضي منهم الاستماع واعطاء تحليل عام برغم اعتراف الفرنسيين بحجم المخاطر في المنطقة وخطورة الملفات المعقدة.