IMLebanon

أول الغيث

 

تاريخ العلاقات بين لبنان وأبوظبي تاريخ طويل من المحبة والتميّز، وتعود هذه العلاقات الى أيام مؤسّس دولة الإمارات المغفور له رجل الخير والتسامح والمحبة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي بحكمته وعقله ومحبته وكرمه استطاع أن يوحّد «الإمارات المتصالحة» وهي أبوظبي وعجمان والفجيرة والشارقة ودبي ورأس الخيمة وأم القيوين.

 

وهذه هي التجربة الوحدوية الوحيدة العربية التي استطاعت أن تنجح وتستمر، بعد محاولة جمال عبدالناصر في الجمهورية العربية المتحدة ومحاولات معمّر القذافي العربية (ناهيك بالافريقية).

 

لا شك أنّ قرار الإمارات رفع الحظر عن سفر رعاياها الى لبنان هي خطوة تاريخية:

 

1- هذه المبادرة الايجابية الطيبة لها أهمية قصوى على صعيد البلدين، فاللبنانيون بحاجة الى الإمارات ولبنان يصدّر لهذه الدولة الشقيقة الخضار والفاكهة وبعض الصناعات الخفيفة.

 

2- فتح المجال العمل أمام الشركات اللبنانية في الإمارات.

 

3- تعزيز فرص العمل أمام اللبنانيين الذين كانت لهم أيادٍ بيض في منطقة الخليج عموماً والإمارات خصوصاً.

 

كذلك لبنان بحاجة الى الاستثمارات الخليجية فيه من المملكة العربية السعودية الى الكويت الى الإمارات… ولولا هذه الاستثمارات لانهار الاقتصاد اللبناني من زمان… وتبيّـن في هذه المرحلة الصعبة بالذات أنّ لبنان لا يمكن أن يعيش من دون أهل الخير من أشقائه الخليجيين وفي طليعتهم السعودية.

 

والاستثمارات الخليجية الكبيرة في لبنان هي التي كان لها الاثر الكبير في تطوير الاقتصاد اللبناني ودفعه قدماً.

 

وقد يتساءل البعض: ماذا عن الوديعة أو شراء سندات خزينة في لبنان، نقول لهؤلاء: إنّ دولة الإمارات اليوم بعد أن تدرس أهمية الاستثمار في لبنان فلا بد أن تأخذ هكذا قراراً، ولا يمكن أن يكون إعتباطياً، ونبشر الجميع بأنه آتٍ.

 

إلى ذلك، لا بد من التنويه بأنّ الرئيس سعد الحريري، وبالرغم مما يواجه من صعوبات (إن على الصعيد الحكومي أو على الصعيد الاقتصادي، أو على صعيد الشح في المال، أو على صعيد أزمة النازحين السوريين الى لبنان)، نراه يتنقل بطائرته من دولة عربية خليجية الى أخرى وإلى أميركا وإلى فرنسا وسواها من بلدان العالم لتشجيع كبار المستثمرين أن يأتوا الى لبنان، وهذا لا يتم إلاّ بالتقدير للحريري وثقة المجتمع الدولي فيه، وخصوصاً الفرنسيين الذين نظموا أربعة مؤتمرات مهمة جداً من أجل لبنان.