IMLebanon

طارت الترقيات  حطّت النفايات!

طارت جولة الحوار الصباحية أمس، ومعها جلسة مجلس الوزراء التي كانت محتملة في المساء، ومعهما ترقيات عمداء الجيش وفرصة العميد شامل روكز للانتقال من قيادة فوج المغاوير الى قيادة الجيش كله…

جولات الحوار ستستأنف في ٢٦ الجاري وهي أشبه بحبل من مسد، جاهزة للانعقاد والانفراط، كلما استدعى الحال السياسي بتبريد الأجواء أو تنفيس الاحتقانات، انما التحدي الآن يكمن في اجتماع مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث تؤكد المصادر المعنية ان الرئيس سلام قرر عقد الجلسة لاقرار الصيغة الأخيرة لخطة النفايات، غاب من غاب من الوزراء وحضر من حضر.

مصادر التيار الوطني الحر، اعترفت بأن ملف ترقية العميد روكز باتت وراءنا، ولكن ماذا عن ردود فعل العماد عون، والى أي حد يمكن أن يرفع سقفه في خطاب بعد غد الأحد، بمناسبة ذكرى اخراجه من بعبدا في ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠، وهو الذي أمهل تيار المستقبل حتى اليوم الجمعة لمعالجة ملف الترقيات مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة، لكن عبثاً حاول المحاولون، فالعماد عون لم يهادن الرئيس سليمان يوماً، ولا مثله الرئيس السنيورة، اللذين كمنا له عند كوع الترقيات، وقبلها عند منعطف رئاسة الجمهورية، بما يتطابق مع القول: الأعمام يأكلون الحصرم والأصهار يضرسون…

والسؤال الآن، هل يعلق العماد عون، عضوية وزراء كتلته في الحكومة، أم يذهب به الغضب الى حد الاستقالة منها؟

مصادر متابعة لاحظت ان التسلية بمواصفات رئيس الجمهورية، استوفت غرضها، بعدما قدّم كل طرف مواصفاته مطبوعة، للرئيس نبيه بري، وبما ان الرئاسة ما زالت بعيدة المنال، فان المتاح اليوم، كما تعتقد أوساط الوطني الحر، هو البحث في قانون الانتخابات العتيد، وبالتالي اجراء انتخابات نيابية اذا أمكن، وعدا ذلك لا زيادة لمستزيد، في ظلّ انعدام السيادة المنجزة والاستقرار الكامل. في بلد قائم على توازن السفارات ومعادلات القوى الخارجية، لا رئيس صنع في لبنان، بل فراغ في رأس الدولة، وضياع في مؤسساتها.

ومع ذلك الجميع يتبارى في وصف العلّة، لكن لا أحد يتحمّل مسؤولية الحديث عن دوره، في ما آلت اليه الأمور…

فمن عطّل مجلس الوزراء، وقبله مجلس النواب، تحت عنوان المرشح الأوحد، أو رفض التمديد للذات أو للعسكر، في ظلّ المداعاة بحقوق الطائفة، أو التمثيل الشعبي الأفضل، وسط جمهور غافل مما حوله، مسحوب من غريزته الطائفية أو المذهبية، والمستسلم لمن يجيد استغلاله بالكلام المعسّل والشفاه الباسمة.

الراهن ان المسائل الوطنية لم تعد بيد اللبنانيين، لقد تخلوا عنها بكل ارادة، ليختاروا العمل كمرابعيين عند القوى الاقليمية والدولية، هذه التبعية الجائزة في الدين، لا يمكن أن تجوز في السياسة الوطنية والقومية، ومع ذلك استسهل البعض العمل بحماس منقطع النظير، الى حد التضحية بالنفس، بحيث بات مستحيلا التوصل الى أي حلّ من الحلول السياسية، أو الحياتية، ما لم يكن مغطى بالضوء الاقليمي الأخضر.

البعض يعد اللبنانيين بالحلول عندما يصل دورهم في سلّم الأولويات الاقليمية والدولية…

هنا يصبح السؤال مبرراً عن جدوى امتلاك الانسان الجائع للطعام بعد تهتّك معدته وسقوط أسنانه؟

وأي فائدة من حصول المريض على دوائه وهو في لحظة الاحتضار؟