IMLebanon

لأجل القدس… قمّة روحيّة مُوسّعة في بكركي خلال أسبوع

 

تتطلع بكركي بشكل جوهري لتداعيات قرار الرئيس الاميركي باعتماد القدس عاصمة لاسرائيل، وفيما تندد مختلف الاحزاب المحلية والهيئات الرسمية اللبنانية ومختلف الدول بهذا القرار فإن الصرح البطريركي في بكركي يتابع عن كثب الخطوات الواجب اتخاذها من اجل درء الاخطار الناجمة عن وضع يد اسرائيل على عاصمة فلسطين وهي القدس والتأثيرات الخطيرة على مستقبل المدينة وسكانها واهلها من مسيحيين ومسلمين على حد سواء، وتقول مصادر الصرح البطريركي الماروني ان تقرير مصير المدينة التي تتواجد فيها المقدسات الدينية على خلافها بمعزل عن ارادة اهلها الاصليين يشكل فاجعة اخلاقية وتاريخية وتزويرا  للتاريخ مهما كثرت التحليلات فالواقع شيء وما سيأتي من بعده يؤسس لحروب طويلة الامد كان من المفترض ان يبدأ السلام في اللحظة التي سبقت اعلان هذا القرار.

وتضيف: المصادر ان مسألة المواجهة لا يمكن ان تتم بالحلول العسكرية للعودة عن ضم القدس لاسرائيل واعتبارها عاصمة ابدية لها فيما الواقع يعطي تأكيدات ان هذه المدينة مقدسة في المقام الاول بعيدا عن الرؤية السياسية لأي طرف كان خصوصا ان المقدسات الاسلامية والمسيحية لا يمكن التخلي عنها حتى ولو بعد مئات السنين وهذا بحد ذاته يوشر الى صفحة جديدة من النزاعات الدينية والسياسية، مشيرة الى ان البابا فرنسيس كان قد حذر قبل صدور قرار ترامب من الاقدام على هكذا خطوة نظرا لتأثيراتها السلبية الكبيرة ليس على القدس فحسب انما على منطقة الشرق الاوسط بكاملها وان الاهتمام المسيحي بهذه المدينة له دلالاته التي ترقى الى ألفي سنة ومنذ ولادة السيد المسيح في بيت لحم، فكنيسة القيامة تشكل روح التعليم المسيحي وجوهره الاساسي الذي يدل على القيامة من بعد الموت، انما مسألة يجب التحوط لها كي لا تنفجر المنطقة حروبا بين الاديان لا يمكن ان تحط نارها في المدى المنظور، وكذلك لدى المسلمين فإن المسجد الاقصى له قدسيته لدى كافة المذاهب الاسلامية، وبالتالي فإن سرعة التشاور بين كافة الطوائف في لبنان مطلوب في هذه الفترة الحرجة من تاريخ المنطقة.

ومن اجل توحيد الرؤى حيال هذه المسألة بالذات بدأت دوائر الصرح البطريركي في بكركي بالتحضيرات اللازمة من اجل الدعوة الى عقد قمة روحية اسلامية – مسيحية سوف تعقد في بكركي على الارجح من اجل الخروج بموقف روحي موحد عن رؤساء الطوائف، لان المسألة تتعلق بكرامة الاديان حسب هذه المصادر نفسها التي تعتبر ان عظته يوم امس الاول في في القداس ركزت حين رأى ان «ما يعكر تجليات رحمة الله ويعرقلها بكل اسف قرار الرئيس الاميركي باعلان القدس عاصمة لدولة اسرائيل وهو مخالف لقرارات الشرعية الدولية ويشكل صفعة للفلسطينيين والمسيحيين المشرقيين والمسلمين».

ولكن هذه المصادر في الصرح البطريركي تأسف من ناحية ثانية ان يري البعض بعين واحدة مواقف البطريرك الراعي حين تحدث عن عودة اللاجئين الى ديارهم وتعالت الاصوات ومنها دينية مسيحية تنتقد موقف الراعي فيما واقع الامر انه دعا بصراحة الى تطبيق حق العودة للفلسطينيين الى ديارهم وهذا امر مكتسب دولياً وفق الشرعية الدولية وهذا موقف كان من المفترض ان يعتبره هؤلاء مشرفا وتاريخيا ومؤيدا لحق الذين تهجروا على ايدي الاسرائيليين ان يعودوا الى منازلهم، واعتبرت المصادر نفسها انه لا يجوز البناء على مواقف سلبية تجاه بكركي جراء عدم فهم البعض واستيعابه لكلام بطريرك الموارنة داعية الى عدم الاستعجال والقراءة المغلوطة، الا اذا كان هؤلاء قد تخلوا عن حق العودة الى بلادهم وفق بعض الناطقين خصوصاً من بعض رجال الدين المسيحيين في الداخل الفلسطيني الذين وجهوا كلاماً مسيئاً بحق البطريركية المارونية في الوقت التي كانت فيه هذه البطريركية تدافع عنهم بالذات!!

وحول امكانية تزعزع ورقة النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وفق التطورات الاخيرة تقول هذه المصادر، ان بكركي ما دامت تدعو كل يوم الى الوحدة الوطنية العامة والشاملة فكيف بالاحرى بين المسيحيين الذين تحكم بهم الفرح جراء هذا التقارب بين الحزبين مشيرة الى انها تتابع هذا الموضوع بشكل بعيد عن الاعلام خصوصاً ان المرحلة الحالية توجب التعالي عن الخلافات مهما كانت وتدعو الى التضامن لان مصير اللبنانيين جميعاً يجب ان يقرره اللبنانيون، ومن هنا واجب الابتعاد عن الفرقة والعودة الى الماضي بين المسيحيين خصوصاً.