IMLebanon

من أجل أمن البقاع

في مقابلة له على احدى الشاشات اللبنانية، كشف الزميل قاسم قصير عن حالة صحية لدى حزب الله، لم تأخذ حجمها الحقيقي لا في الاعلام، ولا لدى الاحزاب والتيارات القريبة والبعيدة عن الحزب، على الرغم من انها تشكل في الوضع اللبناني الحالي المأزوم، موقفا يمكن البناء عليه للتوصل الى نقطة التقاء مع الحزب، لحماية لبنان اولا، وتخفيف التوتر السياسي والمذهبي ثانيا، والاعتراف المتبادل ثالثا، بان الجميع في لبنان معرضون للوقوع في الخطإ، وليس هناك من آلهة ومعصومين، بل الكل بشر، والبشري معرض للوقوع في الخطإ والخطيئة.

الزميل قصير، المقرب من قيادات اساسية في حزب الله كشف عن ان هناك جدلا وحوارا داخليين لدى الحزب، ومراجعة لمواقفه تجاه خصومه، وتجاه الدولة اللبنانية، وهناك اقتناع لدى فريق كبير من القياديين ان الحزب اخطأ في مواقف معينة لم يتم الكشف عنها، ساعدت على نمو التوجه الاصولي لدى السنة، وعلى زيادة الاحتقان السياسي مع الخصوم، ولم يصدر عن الحزب اي نفي او توضيح، الا ان الانفتاح على الحوار مع تيار المستقبل، وربما غدا مع غيره، يعتبر نتيجة لهذه المراجعة التي تحظى بمباركة ايرانية رسمية، وقد يؤسس اذا حسنت النيات، او اذا اقدم الحزب على وضع حد نهائي لتصرفات عناصر شيعية تستمد من قوة الحزب قوة لها، للقيام بأعمال تسيء الى الحزب والى حركة امل، وهما القوتان الشيعيتان الاكثر نفوذا وشعبية لدى الشيعة، الى حالة من التعاون مع باقي المكونات الشعبية التي يتألف منها كالمسيحيين والدروز بالاضافة طبعا الى الدروز.

في اكثر من مناسبة، اعلن الحزب والحركة، انهما ضد التصرفات الاجرامية التي يقوم بها عناصر شيعة في مناطق البقاع والمتن وجبيل، لكن هذه الادانة لم تخفف من اعمال الخطف والقتل والسرقة والابتزاز والتحدي التي تمارس في شكل شبه دائم، وتأخذ احيانا حالة المواجهة مع الجيش والقوى الامنية ومع عامة الشعب في مناطق معينة، وبالتالي اصبح من الضرورة بمكان، مساعدة الدولة على القاء القبض على من يرتكب الجرائم ويلجأ الى اماكن معروفة من الحزب والحركة، والقدرة على ذلك كبيرة، وفي هذا المجال يمكن ايراد موقف وتعليق، والموقف جاء على لسان البطريرك الماروني بشاره الراعي عندما اعتبر ان البقاع اصبح ارضاً سائبة لقطاع الطرق، واتهم بعض المسؤولين بالرشوة من اجل «غض النظر» عما يرتكبه قطاعو الطرق، والتعليق من احد المطارنة الذي استنكر ما يحصل من تعديات على المواطنين في مناطق ذات اكثرية مسيحية، ولا تحصل حوادث خطف وقطع طرقات وقتل ابرياء واعتداءات في الجنوب حيث الغالبية الكبيرة للطائفة الشيعية، والقدرة الامنية والعسكرية لحزب الله وحركة «امل»، بما يعني ان القدرة متوافرة اذا توافرت النية.

***

اريد في مناسبة مراجعة الذات، ان اذكّر بحالة حصلت مع قيادة المقاومة الجزائرية في حربها ضد الاحتلال الفرنسي، عندما قام «مقاومان» جزائريان باغتصاب فتاة تونسية كان اهلها فتحوا بيتهم على الحدود مع الجزائر لتقديم المأوى الى المقاومين، وقد حكمت محكمة ميدانية على الشابين بالاعدام شنقا امام منزل الفتاة وتقديم تعويض مالي لعائلتها، واعتذار من القيادة.

لا يمكن لاي مقاومة ان تبقى نقية ومحترمة، ان علق بها طفيليون، تحت «يافطة» مقاومة او دين او مذهب او حزب، ان لم يتم نفضهم والتخلص منهم من دون ابطاء او حسابات خاصة.