IMLebanon

القوات» تتسلل إلى طرابلس!

تتكون في طرابلس حالة اعتراضية أفقية على محاولات «القوات اللبنانية» الدخول الى المدينة عبر تقديم حصص غذائية في بعض المناطق الفقيرة، ومن خلال المشاركة في احتفالات عيد الميلاد، لا سيما في الميناء حيث رفعت لافتة أمام الشجرة الميلادية التي تم افتتاحها في مستديرة «غروبي» حملت شعار «القوات»، تم تمزيقها وتشويهها أكثر من مرة.

هي المرة الأولى التي تسعى فيها «القوات اللبنانية» بجدية، ليكون لها موطئ قدم في طرابلس التي لطالما رفضت وجودها، وذلك على خلفية عملية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي التي أدين فيها رئيس «القوات» سمير جعجع من قِبل أعلى سلطة قضائية في لبنان، قبل أن يحصل على عفو في مجلس النواب في عام 2005.

هذا الأمر يثير مخاوف كثيرة من إمكان أن يؤدي الاصرار القواتي على الحضور في طرابلس الى فتنة غير محسوبة النتائج في مطلع العهد الجديد، خصوصا أن شعار «لم نسامح ولن ننسى» الذي أطلقه الرئيس الراحل عمر كرامي ويحمله نجله الوزير السابق فيصل كرامي، ما يزال حاضرا ويتجدد في كل عام في ذكرى اغتيال الشهيد الرشيد.

ربما وجدت «القوات» أن تحالفها مع «التيار الوطني الحر» ومساهمتها في إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية باتا يخولاها الدخول الى طرابلس، انطلاقا من شعورها بفائض قوة على الصعيد المسيحي، وذلك على غرار وجود «التيار» و «المردة» في المدينة، متناسية أن جزءا كبيرا من الجو العام الطرابلسي يرفض حضورها، وأن نواب المدينة رفضوا التصويت لسمير جعجع عندما ترشح الى رئاسة الجمهورية في الجلسة الأولى، برغم ترشيح «تيار المستقبل» له آنذاك. وقد عبر النائب محمد كبارة في حينها عن جو المدينة بالقول: «لن ننتخب قاتل رئيس حكومة من طرابلس»، فضلا عن أن كثيرا من أبناء المدينة رفضوا في عام 2014 مشاركة النائب أنطوان زهرة في الاعتصام التضامني مع الأب إبراهيم سروج عقب إحراق مكتبته في الأسواق القديمة.

كما فوجئ أبناء طرابلس بخبر تم نشره على موقع «القوات» يشير الى قيامها بتوزيع مساعدات وحصص غذائية لمناسبة الأعياد في الزاهرية والقبة والميناء، وأن عملها السياسي في المدينة سيبدأ من الباب الاجتماعي، ثم نشر صور للافتة ترفع شعار «القوات» تذيّل الشجرة الميلادية التي وضعت في «مستديرة غروبي» في الميناء.

وإذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت رفضا لتوزيع المساعدات القواتية على فقراء المدينة، واتهمت «القوات» باستغلال حاجات الناس لفرض نفسها عليهم حيث دعا المغردون الى مواجهة هذا التمدد بشتى الوسائل، فإن الميناء شهد ترجمة عملية ضد رفع لافتة «القوات» التي تعرضت في ليلتها الأولى للتمزيق. وأعيد وضع لافتة ثانية في اليوم التالي لتتعرض في الليلة الثانية للتشويه بـ «السبراي».

وأشارت المعلومات الى أنه ألقي القبض على الفاعل الذي أبلغ الأجهزة الأمنية بأن «طرابلس والميناء يرفضان حضور «القوات» وأن ما قام به يمليه عليه «ضميره الوطني»، وقد تم إخلاء سبيله بسند إقامة، ليتم وضع لافتة ثالثة، بحراسة أمنية دائمة منعا للعبث بها.

وتساءلت أوساط سياسية طرابلسية عن جدوى ما تقوم به «القوات اللبنانية» اليوم في طرابلس، الذي يترجم عبر مواقعها الالكترونية، لافتة الانتباه الى أن ثمة تعبئة عامة شعبية في طرابلس والميناء ضد خطوات «القوات»، من المفترض أن يترجمها أنصار تيار الوزير السابق فيصل كرامي في اليومين المقبلين رفضا لحضور «القوات» في طرابلس.

وتقول أوساط مقربة من عائلة كرامي لـ «السفير»: إن ما تقوم به «القوات» هو تسلل واستغلال لحاجات الناس، وقد حذرنا مرات عدة من أن إفقار أي مدينة يجعل أهلها عرضة لهذا الاستغلال الذي نرفضه بشدة وسنواجهه، ولتتحمل «القوات» نتائج الاستفزازات التي تقوم بها، والفتنة التي يمكن أن تحصل جراء إصرارها على مواجهة المزاج الطرابلسي الرافض لها، مؤكدة أن العهد الجديد هو بغنى عن فتنة كهذه.

وكانت مواقع تابعة لـ«القوات» أشارت الى أن وجود القوات في طرابلس أمر طبيعي، لكونها تشكل جزءا من نسيج المدينة وأهلها.