IMLebanon

فرنسا غائبة عن لبنان… وقد تعود قريباً ؟!

 

تغيب المواقف السياسية الدولية عن لبنان قياساً لما كانت عليه في الفترة الماضية، وتحديداً الموقف الفرنسي، بعدما كانت باريس من أبرز الدول التي وقفت إلى جانب لبنان، ما تمثّل بزيارتين للرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان، وصولاً إلى مبادرات ولقاءات وزيارات وكل ما يتّصل بالشأن اللبناني، بحيث كانت في السنتين الأخيرتين، تحرّكات فرنسية متقدّمة، في ضوء تفويض دولي للرئيس الفرنسي من قبل الدول المعنية بالشأن اللبناني، بما في ذلك واشنطن وموسكو.

 

الآن، ثمة تساؤلات حول غياب الفرنسيين، أو أقلّه هذا «التقنين» في الحراك تجاه لبنان من قبل الرئيس ماكرون على وجه التحديد، إضافة إلى غياب الموفدين الفرنسيين عن الساحة الداخلية، على الرغم من التطورات المتلاحقة في لبنان بدءاً من تعطيل مجلس الوزراء إلى الإنهيار الإقتصادي الكبير، إلى سائر الأزمات التي يجتازها البلد.

 

هنا، تشير مصادر نيابية متابعة للدور الفرنسي عن قرب، إلى أن الوضع القائم بالنسبة للسياسة الفرنسية قد تبدّل عما كان عليه قبل جولة الرئيس إيمانويل ماكرون الخليجية، وصولاً إلى إعلان جدّة، بحيث أضحى هذا الموقف يتماهى مع محورٍ معيّن، إنما ذلك لم يقطع حبل الإتصالات القائم بشكل مستمر، وبعيداً عن الأضواء والإعلام، من قبل الإيليزيه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومرجعيات سياسية أخرى، كاشفةً بأن ماكرون، وبعد تفاقم أزمة تعطيل الحكومة وتنامي الصراع السياسي، تمنّى على رئيس الحكومة اللبناني، عدم الإقدام على تقديم الإستقالة، ولهذه الغاية جرت اتصالات من قبل مستشاري الرئيس الفرنسي مع بعض الدول المعنية بالملف اللبناني،بهدف الحفاظ على ما تبقّى في لبنان من مؤسّسات دستورية، ومن المفترض، وفق المصادرنفسها، أن تكون هناك زيارة للرئيس الأسبق سعد الحريري إلى باريس ولقاء الرئيس ماكرون قبل عودته إلى لبنان، وكذلك فمن غير المستبعد، أن يزور ميقاتي العاصمة الفرنسية أيضاً من أجل تدخّل العاصمة الفرنسية على خط العلاقات مع الدول الغربية والإقليمية المعنية بالملف اللبناني.

 

وتضيف هذه المصادر، أن السفيرة الفرنسية آن غريو، التي كانت لها مؤخراً سلسلة لقاءات مع مرجعيات سياسية وحزبية، قد ابتعدت عن إثارة أي ملف سياسي محلي، وتحديداً ملف تعطيل الحكومة الميقاتية، وينقل عنها، أنها ولدى زيارتها إحدى المناطق اللبنانية، أحجمت خلال اجتماعات مع مرجع سياسي وبعض الوزراء والنواب السابقين والحاليين،عن الدخول في أي نقاش سياسي داخلي، ما يؤكّد على امتعاض بلادها من الوضع اللبناني، الذي بات يشكل عبئاً كبيراً على فرنسا.

 

ولكن هذا الواقع لن يدوم، إذ تتوقّع المصادر ذاتها، وخلال وقت ليس ببعيد، أن يُصار إلى إعادة تحريك الدور الفرنسي خوفاً من أي تصعيد سياسي نتيجة الإنفجار الإجتماعي، خصوصاً وأن الرئيس الفرنسي، وخلال جولته الأخيرة في الخليج، ردّد أمام أكثر من مسؤول عربي وخليجي على ضرورة عدم التخلّي عن لبنان وتركه وحيداً في هذه المرحلة من دون أي مساعدة، ولذا، فإن بيانات فرنسية مرتقبة في الأيام القليلة المقبلة، سوف تحدّد طبيعة ومسار الحراك الفرنسي تجاه لبنان، مع العلم أن التوجّه واضح، وفق المصادر نفسها، والتي لفتت إلى أن فرنسا تركّز على ضرورة حصول الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وتعوّل عليه وتعتبره من الأولويات في هذه المرحلة