IMLebanon

ترشيح فرنجية ليس مناورة رغم التعقيدات الداخليّة 

 

 

تشدد أوساط نيابية في كتلةٍ بارزة على أن ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية هو خيار ثابت ونهائي، كما أن المساعي من أجل تأمين النصاب القانوني لجلسة انتخابه، وبالتالي الرقم المطلوب من الأصوات النيابية، لا تزال تتواصل، على الرغم من ظهور التعقيدات المتمثلة في المواقف والاتجاهات لدى كتلٍ نيابية عديدة، في ضوء جملة المتغيرات التي سُجّلت في الأيام الماضية، ودفعت نحو عملية خلط أوراق واسعة على الساحة الداخلية، قد تؤدي لاحقاً الى إرساء واقع سياسي مختلف من حيث المقاربات الرئاسية، ولو أن هذا الأمر لن يتحقق بشكلٍ سريع أو قريب، خلافاً لكل التفسيرات والقراءات من قبل الأطراف السياسية والحزبية المحلية.

 

وإذ تكشف هذه الأوساط عن أن ترشيح سليمان فرنجية يسلك طريقه نحو الترجمة العملية من حيث الدينامية السياسية التي تقوم بها عدة جهات سياسية، وليس فقط ثنائي حركة “أمل” وحزب الله، فهي تحرص على الإشارة إلى أن هذا الخيار نهائي، بمعزلٍ عن بعض الأصوات التي تسعى إلى التشكيك فيه، وذلك بنتيجة الاعتبار أن ارتدادات الاتفاق السعودي- الإيراني على الاستحقاق الرئاسي، قد تدفع نحو خيارات رئاسية جديدة من قبل كل الكتل النيابية، وليس من قبل الفريق الداعم لترشيح فرنجية.

 

وعلى هذا الصعيد، ترى الأوساط نفسها أن المواصفات الرئاسية التي يجري الحديث عنها، سواء من قبل الثنائي أم الكتل المعارضة، وحتى العواصم الخارجية المعنية بالملف الرئاسي، ليست بعيدةً عن المواصفات التي حددها بوضوح رئيس مجلس النواب نبيه بري مطلع الأسبوع الحالي، لدى تناوله مسألة ترشيح فرنجية، ما يؤكد أن المرحلة المقبلة ستحمل المزيد من المساعي من أجل تحقيق هذا الهدف، كردٍ مباشر على ما تردد من قبل بعض القوى السياسية عن “مناورة” في هذا المجال، وخصوصاً أنه، وعلى المقلب الآخر، كما تقول الأوساط النيابية، فإنه وحتى الساعة لم تتضح بعد الصورة الفعلية، وإن كانت المشاورات مستمرة وراء الكواليس على خطّ قوى المعارضة.

 

وانطلاقاً ممّا تقدم، ترى الأوساط نفسها، أن تأمين تأييد 65 نائباً لفرنجية ليس مهمةً صعبة، موحيةً بأن هذا الأمر قد تحقق، ولم تعد مسألة توفير الاصوات النيابية اللازمة له تشكل عائقاً، بعدما بات من شبه المؤكد أن نواباً “مترددين”، قد سبق وأبلغوا زملاءً لهم، بأنهم سيقترعون لفرنجية في حالاتٍ محددة، وقد تكون هذه الحالات متوافرة عندما يُصبح انتخابه شبه مكتملٍ في المجلس النيابي، وبالتالي، فإنه من المبكر الإنزلاق إلى أية توقعات حول توزيع الأصوات في مرحلةٍ لاحقة، وتحديداً بعد بلورة الخيارات والخطة “ب” التي ما زالت قيد الكتمان، وتحديداً لدى فريق المعارضة النيابية، علماً أنها تتريث حالياً وترفض الدخول في أي تفاصيل حول مقاربتها لأي تطورات قد تُسجّل على خطّ الاستحقاق الرئاسي، وبشكلٍ خاص بعد إعلان بكركي عن نتائج الحراك الذي يقوم به راعي ابرشية أنطلياس المارونية المطران أنطون بونجم.