IMLebanon

اهتمام فرنسي – مصري- فاتيكاني لحل معضلة التشكيلة… وتناحر الداخل يُراوح مكانه!

 

باريس فتحت ثغرة في الجدار السعودي المقفل امام الحريري.. فهل اُزيل «الفيتو» عنه؟

 

لا يزال تقاذف المسؤوليات مسيطراً على الساحة الداخلية، بين المعنيين بالتشكيلة الحكومية او المتناحرين الى اجل غير مسمى، في ظل التراشق الاعلامي والاتهامات بالعرقلة، ووضع الطابة الحكومية في ملعب الآخر، اذ تضع بعبدا الطابة في ملعب بيت الوسط، والعكس صحيح، فيما تنشط المساعي الخارجية العربية والغربية في إتجاه تشكيل الحكومة في اقرب وقت. فإلى جانب فرنسا التي تلعب دوراً في هذا الاطار منذ مطلع ايلول الماضي، عادت مصر على خط المساعدة لإنهاء التأليف الحكومي في اسرع وقت، بحيث يصل اليوم وزير الخارجية المصرية سامح شكري، موفداً من الرئيس المصري عبد ‏الفتاح السيسي، للقاء المسؤولين وبحث الملف الحكومي، وسبق ذلك زيارات قام بها السفير المصري في ‏لبنان ياسر علوي، على عددٍ من القيادات السياسية، صبّت في اطار الحلحلة، خصوصاً بعد تبلّغ الرئيس المصري من مصادر دولية، بأنّ القيادات اللبنانية التي تعرقل تأليف الحكومة ستتعرّض قريباً لعقوبات بالجملة، الامر الذي سيساهم جداً في فك العقد الحكومية اللبنانية، ومنها شرط الثلث المعطل وحقيبة الداخلية، التي عادت الى التداول كعقدة مستعصية بين بعبدا وبيت الوسط.

 

كما يلعب الفاتيكان دوراً ايجابياً في هذا الاطار ايضاً، ومن المتوقع ان يقوم الرئيس المكلف سعد الحريري قريباً جداً بزيارة الفاتيكان، الذي وجّه له دعوة عاجلة. اذاً، كل هذا التحرّك بدأ بإعطاء الدفع في إتجاه الحلول المنتظرة، خصوصاً بعد التحذيرات التي تطلق من الداخل والخارج حول صعوبة الاسابيع المقبلة، من كل النواحي الغذائية والطبّية والاقتصادية والمالية، مع اقتراب رفع الدعم عن كل المواد الاساسية، في ظل معلومات كشفها ل» الديار» مصدر امني قائلاً :» شهر نيسان هو آخر فرصة معطاة كي تتشكل الحكومة التي باتت معضلة، وإلا فالوضع مهدّد بفوضى عارمة وكل الاحتمالات واردة، لان البلد شارف على النهاية ودخل في المجهول، لذا عليهم الوعي والادراك قبل فوات الاوان، أي الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، للنهوض بلبنان ونيل المساعدات المالية الدولية التي وُعد بها البلد شرط تحقيق تلك الاصلاحات».

 

الى ذلك، وعلى خط التحّرك الخارجي ايضاً، إعتبر مصدر سياسي مقرّب من السعودية ل»الديار» بأنّ المملكة بدأت بفتح ثغرة في جدار لبنان، الذي كانت قد اقفلته بسبب مطالبتها ببعض الشروط للمساعدة، وهذا ما إستشعرنا به من خلال موقف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قبل ايام، بقوله» السعودية تأمل في أن يتمكن السياسيون اللبنانيون من الاجتماع بغية تبنيّ أجندة إصلاحية حقيقية، وإذا فعلوا ذلك سوف ندعمهم»، معتبراً بأن هذا التصريح يدعو الى بعض التفاؤل، وإن بحذر لان الرياض لم تكن قبل فترة تسمع نداءات لبنان، لكن اليوم يبدو الوضع افضل، املاً ان يؤدي ذلك الى إزالة الصمت الخليجي ايضاً إنطلاقاً من الموقف السعودي.

 

ورأى المصدر بأنّ الاتصال الهاتفي الذي جرى قبل ايام، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ساهم في هذه الايجابية، لذا نأمل ان تظهر النتائج قريباً جداً على ارض الواقع الحكومي في لبنان، مع الاشارة الى انّ فتح تلك الثغرة يستوجب التطمينات ايضاً من قبل الرئيس المكلف، في ما يخص اولاً تأليف الحكومة من اختصاصيين غير حزبيين، لم يعرفوا طرق الفساد أي نظيفي الكف، لان هذا من ضمن التحفظات السعودية وشروطها، قبل تقديمها المساعدات للبنان، أي انها مع عنوان واحد هو حكومة اصلاحية نظيفة فاعلة وقادرة على الإنقاذ.