IMLebanon

فرنسا في اصطفاف “جيو-سياسي” مختلف ومطالب كولونا لا تحاكي المنطق 

 

 

لم تنجح محاولة إنعاش العلاقة اللبنانية الفرنسية المتكررة في الأسابيع الأخيرة ولم توفق محاولة نفي حصول تبدل في الموقف الفرنسي تجاه لبنان وتلميع الصورة التي تكونت بعد ٧ تشرين وآخر تلك المساعي فشل زيارة وزير خارجية فرنسا كاترين كولونا وإلغاء زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون التي استعيض عنها بزيارة الأردن في الأعياد بدل لبنان في دلالة واضحة عن عدم الرضى الفرنسي على الموقف الرسمي اللبناني مقابل نظرة لبنانية مماثلة تكونت في لبنان بأن فرنسا باتت في اصطفاف دولي لم يعد صديقا للبنان.

 

ليس سرا ان الدور الفرنسي تغير في الأشهر الأخيرة ولم تحقق الدبلوماسية الفرنسية انجازا في أي ملف، ففي الموضوع الرئاسي لم يوفق مبعوثها جان إيف لودريان في زياراته الأربعة وعلى صعيد العلاقة مع السياسيين ساءت الأمور ولم تعد علاقة الفرنسيين بقوى سياسية كما كانت عليه قبل حرب غزة من تفاهم وصداقة، والسبب الانحياز الفرنسي المعلن الى اسرائيل وما يحمله الدبلوماسيون من الإليزيه الى لبنان من مطالب تعزز نظرية وقوف فرنسا في المقلب المعادي للبنان من خلال الترويج لتطبيق الـ ١٧٠١ وحملهم رسائل ضغط لعدم التصعيد على الجبهة الجنوبية.

 

وبدل ان تساهم زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بحلحلة العقد التي تعتري العلاقة اللبنانية الفرنسية ساهمت في توسيع الشرخ او على الأقل ببقاء الوضع على حاله الناشىء بعد ٧ تشرين ، مع العلم ان فرنسا تسعى مؤخرا لتعزيز اندفاعتها في الملف اللبناني وتصويب المسار الذي شهد تراجعا في العلاقة بسبب الموقف الفرنسي من حرب غزة إلا ان اعادة ترتيب أوراقها لبنانيا يراوح مكانه حيث من الواضح ان فرنسا تحاكي الهواجس الاسرائيلية وما يريده الكيان جنوبا وطلبه ان تكون منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح.

 

وفق المعلومات المستقاة من اكثر من مصدر تبلغ الفرنسيون عبر لودريان في زياراته قبل أسبوعين استياء رسميا لبنانيا من تبدل الدور الفرنسي “القلق” فقط على القرار ١٧٠١ واحتمال تدحرج الوضع على الجبهة الجنوبية، ويتردد ان الوزيرة الفرنسية سمعت ردا رسميا لبنانيا بان الاحتلال الإسرائيلي هو المعتدي وهو من يخرق القرار ١٧٠١ بانتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا وان حزب الله لم يخرق قواعد الاشتباك بل كان الخرق يأتي دائما من الجهة الإسرائيلية، وبالتالي فان ما يحمله الدبلوماسيون الى لبنان حضورا او بالواسطة ليس في محله لأن المطالبة الغربية بمنطقة منزوعة السلاح وانسحاب حزب الله الى ما وراء الليطاني هي مطالب غير واقعية ولا تحاكي المنطق.

 

مع ذلك يصر المدافعون عن الموقف الفرنسي على ان فرنسا لا تزال تستعمل الدبلوماسية الناعمة ولا تريد توسع الحرب جنوبا لكنها تمارس “مونتها” على اللبنانيين للحفاظ على الاستقرار على الجبهة الجنوبية وفعليا فان الادارة الفرنسية تهتم فعلا باستقرار لبنان حفاظا على دورها وعلاقتها ومصالحها واستثماراتها في لبنان.