IMLebanon

أكثر من رقابة وأقلّ من إنتداب

 

ليسوا هنا إكراماً لعيون أحد، الذين جاؤوا وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. والذين اتّصلوا وفي مقدّمهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. والذين أرسلوا المساعدات المهمّة من مشارق الأمّة ومغاربها. وسائر المتضامنين حكّاماً وشعوباً وهيئات، من مختلف أنحاء العالم … إنما فعلوا ذلك من أجل بيروت ولبنان وشعبه … من أجل آلاف الضحايا بين شهداء ومصابين. ومن أجل هذا البلد الذي يبدو أنّ لا إستقرار ثابتاً في المنطقة إن لم يكن مستقرّاً.

 

لقد دفعت بهم الحميّة الإنسانية. وعلى الأهميّة الإستثنائية لتداعيات الإنفجار المهول، الرهيب، المأساوي، فإنّ العالم مهتمٌّ بإنقاذ لبنان ربّـما أكثر من إهتمام المعنيين فيه.

 

ما يُسرَّب من معلومات لا تزال أوّليةً أنّ ثمّة قراراً دولياً شبه شامل، بأنّ لبنان، بعد المأساة الفظيعة لن يكون كما كان قبل الرابع من شهر آب 2020. وإلّا، فلن يكون!.

 

لن يكون لبنان بلداً للدويلات، إنما بلدُ الدولة الواحدة، أو هكذا يجب أن يكون.

 

لن يكون لبنان بلداً للمذهبيات، إنما بلدٌ للأديان كلّها.

 

لن يكون لبنان بلداً على طريقة «ماشي الحال»، إنما بلدُ القرار لتمشي الحال كما يجب أن تمشي.

 

لن يكون لبنان بلداً عنوانه الفساد، إنما بلدٌ يُحاكَم فيه الفاسدون ويدفعون أثمان فسادهم.

 

وفي المعلومات أنّ «ندوة الأحد» التي عُقدَت أمس عبر تطبيق Zoom التي شاركَ فيها كبار المسؤولين في العالم بمبادرة ورعاية الرئيس الفرنسي، لم يُقتصَر التداول فيها على ما وردَ في البيان الختامي حول المساعدات الدولية المادية العينية، إنما شكّل مدخلاً لـ»حضور» دولي – أممي كان مدارَ بحثٍ عميق بين القوى العالمية الفاعلة التي يبدو أنها متوافقة على نهوض لبنان ليس فقط من هذه الكارثة إنما خصوصاً نحو مستقبل هذا البلد تحت رعاية دولية، وهو أكثرُ من رقابةٍ وأقلُّ من وصايةٍ أو إنتداب. وأنّ هذا المسار يتّجه إلى أن يأخذَ مداه بمنهجية تدرّجية تصاعديّة يجب قراءة خطوطها في ما سبقَ أن قاله ماكرون، سواء أمن القصر الجمهوري أم من قصر الصنوبر، بهدف الوصول إلى تغييرٍ فعليّ شامل، جدّي، مدروس، يتمّ ديموقراطياً نحوَ لبنان العيش المشترك الحقيقي والسلطة الديموقراطية الصحيحة. لبنان: الدولة الواحدة ذات الجيش الواحد، لبنان الملتزم حياداً حقيقياً إسمه «حياد» ولا أي تسمية أخرى.