IMLebanon

من الحيط الواطي الى دمّر المقداد: بتستاهلي يا دولة!  

 

غير مقبول، إضافة إلى أنه غير مفهوم، ما حدث في منطقة الجديدة، وقد نفذه الزعران التابعون لصاحب مولّد كهربائي، يبتز المواطنين في حقهم بالتيار الكهربائي.

أحد أعضاء مافيا المولّدات «تمرجل» على «ولاد الدولة» وأصاب خمسة منهم بجروح جراء استخدام جلاوزته «السلاح الأبيض» في غزوتهم البربرية على عناصر الشرطة البلدية لتأديبهم على خطيئتهم؟!. ما هي هذه الخطيئة؟ ببساطة: إشتكى مواطنون أنّ صاحب المولّد المشار إليه يزيد عليهم البدل في فاتورة الإشتراك، أكثر ممّا تقرره البلدية، المخوّلة رسمياً أن تضع التسعيرة فيتقيد بها أصحاب المولّدات والمستهلكون على حد سواء. ولما حاول رجال الشرطة سؤال خاطره إنهال عليهم جماعته بالضرب!

غزوة صاحب المولّد كشفت سلسلة حقائق مؤذية جداً:

أولاً – إن غياب الدولة عن دورها لا يلغي الدور إنّما يشغله غير المفترض فيه أن يشغله. ونحن نقول، دائماً: إن الأدوار مثل الآنية الفارغة إذا لم تملأها. ملأها سواك… أو حتى الهواء!

ثانياً – واستطراداً – مسؤولية الدولة واضحة في تخاذل عمره نحو ربع قرن بترك لبنان يعاني إنقطاعاً «ممنهجاً» في التيار الكهربائي، ما رتّب على المكلّف أعباء مالية باهظة خصوصاً على ذوي الدخل المحدود.

ثالثاً – إنّ الدولة الغائبة عن القيام بواجبها في ما تقدّم هي غائبة (إلى ذلك) عن أن تفرض هيبتها. فهذا المفاخر بأنه سيّد قراره، أي انه يرفض الإلتزام بقرار المجلس البلدي، فيضع التسعيرة التي يشاء، استطاع أن يفرض بـ»القوة» الغاشمة، شريعة الغاب على مواطنين كثر وجدوا أنفسهم يلجأون الى أي كان، كي يعوّض لهم غياب الدولة بتزويدهم بالتيار الكهربائي… ولكن بالثمن الغالي المادي والمعنوي.

رابعاً – مرة ثانية يبدو حيط الدولة واطياً. ألم يقل أحد الشرطيين أمام الكاميرا: «بالنتيجة نحنا ولاد دولة». ولكن أولاد الدولة «أكلوا علقة» كبيرة بقيت تلاحقهم الى المستشفى… وخلاصتها: أوعَ تعيدوها… وهالمرة مشيّناها بالسلاح الأبيض، والمرة المقبلة اللّه وأعلم…

خامساً – كم كان مضحكاً – مبكياً صاحب المولّد وهو يتعنتر ويتفرعن ويصل به الغرور السخيف الى حدّ تهديد كل من يريد أن يعاين المولّد… وهذا التهديد السخيف  لم يوفر أحداً من شرطي البلدية الى رئيس الجمهورية، هكذا، وعلناً، وبالصوت والصورة.

وبعد، لو كنت في المسؤولية الرسمية المباشرة لأرسلت قوة تسحب صاحب المولّد من وكره وتودعه السجن حيث مكانه الطبيعي.

… وأمّا دمّر المقداد في منطقة بعلبك – الهرمل …

فَـ بتستاهلي يا دولة!