IMLebanon

من زايد إلى محمد… 50 سنة نجاح «بعيون الحسّاد»  

 

 

معجزة حقيقية… حققتها دولة الإمارات العربية خلال 50 سنة..

 

ما جرى في تلك البلاد، يكاد لا يُصدّق… لقد حوّل المسؤولون فيها الصحراء إلى جنّة. في حين تدهورت الأوضاع على الصعد كافة، في الدول التابعة لما يسمّى بـ»محور المقاومة والممانعة»، رغم ما يحمله هذا المحور من شعارات تحرير فلسطين، وإنشاء «فيلق القدس»، ورغم ما حملته الثورة الإيرانية من شعارات «الموت لأميركا وإسرائيل» و»أميركا هي الشيطان الأكبر وإسرائيل الشيطان الأصغر» فتحوّلت دول هذا المحور من جنّة الى جهنم.

 

وخير مثال على ذلك لبنان… الذي كان ذات يوم مستشفى العرب الأوّل، وجامعة العرب، كما كان سويسرا الشرق الأوسط… ورائد السياحة الأول. لكن بفضل «المقاومة والممانعة» تحوّل الى جهنم بالفعل.

 

محور المقاومة والممانعة الذي يدّعي الفرس من خلاله، أنهم يحكمون أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء أثبت فشله في تحقيق أهدافه.

 

فمنذ عودة آية الله الخميني من منفاه في الأول من شباط عام 1978، أقلّته طائرة Air France، بمباركة أميركية أزاحت الشاه عن عرشه… ومشروع التشييع بين أهم أولوياته…

 

هدفه الأول كان تحويل العالم الاسلامي الذي يضم ملياراً و500 مليون سنّي، مقابل 150 مليون شيعي، الى دول شيعية… فالجميع يجب أن يكونوا شيعة… لكن… كل ما حققه مشروع التشييع هذا، تدمير و»تخريب» العواصم العربية الأربع المذكورة أعلاه.

 

في المقابل… كان ما حصل في الإمارات العربية معجزة تاريخية… ويحتار المراقب، كيف تحوّلت هذه الصحراء الى جنّة، فصارت الإمارات هي جامعة العرب ومدرستهم ومقصد كل سائح…

 

تحوّلت الصحراء هناك، الى غابات خضراء واسعة، بفضل جهود المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ومن تسلّم بعده مقدرات البلاد…

 

لقد كان الشيخ زايد رحمه الله تعالى صاحب شعار «التشجير» من خلال تحويل مساحات كبيرة واسعة من الصحراء الى «جنّات» مزروعة بالأشجار والأزهار والورود.

 

لم يضيّع المسؤولون في الإمارات الوقت، فرفضوا الدخول في متاهات السياسة… ولم يدخلوا حوارات عقيمة حول تحرير القدس وفلسطين… وبخاصة بعدما تبيّـن عقم هذه الشعارات التي رفعها محور المقاومة والممانعة.

 

من يقم بزيارة «أبوظبي» أو «دبي»، يفاجأ بالنهضة العمرانية العظيمة.. طرقات ومطارات وفنادق وأبراج، وجامعات ومطاعم و»مولات» ومتنزهات ومستشفيات رائدة… حتى أنّ الولايات المتحدة أقامت فيها أفضل وأكبر وأهم مستشفى في العالم «مايو كلينيك»، الى متحف «اللوڤر» الفرنسي المشهور.

 

أما عندنا في لبنان… فقد حوّل أبطال «المقاومة والممانعة» هذا البلد الى «جهنم»… وصار الشعب اللبناني فقيراً ومنكوباً… فلا غذاء ولا دواء ولا مستشفيات ولا مدارس ولا تعليم… والأنكى من ذلك كله… إنهم يقولون لكل من يعارضهم الرأي: «أنت صهيوني وعميل لإسرائيل».

 

كفى يا جماعة هرطقة… لقد أفقرتم الشعب اللبناني، وهجّرتم خيرة أبنائه.. هجّرتم النخب من الأطباء والمهندسين والعلماء والمعلمين والممرضين وذوي الكفاءات العلمية العالية… فماذا تريدون بعد؟

 

ألم يكفِ ما صار عليه سعر صرف الدولار الذي لامس الـ25ألفاً، فانهارت العملة الوطنية تماماً؟ ونسأل: لماذا «العملة» في الدول الخليجية الأخرى تحافظ على تقدمها وَمنْعَتِها وهي مستقرة منذ 50 سنة، فيما لبنان الذي كانت الليرة فيه من أقوى «العملات» صار في خبر كان.

 

لقد دمّرتم لبنان… في حين تحوّلت الإمارات العربية الى «سويسرا الشرق» بكل ما في الكلمة من معنى بفضل الاستقرار.

 

إنّ دول الممانعة عانت من السياسة ما عانته، ونتساءل: كم عدد قتلى الحرب الإيرانية – العراقية؟ وكم عدد قتلى الحرب الأهلية في سوريا (أكثر من مليون سوري)؟ وكم عدد قتلى الحرب الأهلية في لبنان منذ عام 1975 (حوالى نصف مليون لبناني)؟

 

كل هذا بسبب شعار التشييع… وإقامة دولة الفقيه بحجة تحرير فلسطين والقدس.

 

أما في الإمارات… فيكفي فخراً وشرفاً للمرحوم الشيخ زايد… أنه عام 1973، وبعد حرب تشرين، جاء الى دمشق وسأل عما تحتاجه سوريا… فتبيّـن له أنّ شركة الطيران السورية لا تملك أية طائرة تجارية حديثة… فأمر بشراء خمس طائرات «بوينغ» من أميركا، ثلاث منها من طراز «727» وإثنتين من طراز «جامبو 747 SB». كما تبيّـن للشيخ زايد أنه سيستدين حتى يقدّم الطائرات الى سوريا، فأمر وزير ماليته بالاستدانة من المصارف في «أبوظبي» قائلاً: «المهم عندي تأمين الطائرات وتسليمها الى سوريا».

 

إنّه عمل يدلّ على كرم وشجاعة وإقدام وأخلاقية الشيخ زايد رحمه الله تعالى… والشيخ زايد نفسه رفض أن يظل أيّ مواطن لا يملك منزلاً، فوزّع الأراضي على المواطنين المحتاجين.

 

هكذا هم رجال الإمارات ومسؤولوهم… وهكذا تُبْنى الأوطان… فإن لله رجالاً إذا أرادوا أراد.