IMLebanon

«الفاكهة» مع الجيش عند «نضوج» المعركة

كما أهالي رأس بعلبك والقاع، يتابع أهالي بلدة الفاكهة في البقاع الشمالي عن كثب تطورات الوضع على الأرض خصوصاً في ظل التعزيزات التي يجريها الجيش اللبناني تحضيراً للمعركة المرتقبة مع تنظيم «داعش» الإرهابي في الجرود، مع العلم أن أكثر من 5 كيلو مترات من أراضي البلدة في الجرود يحتلها التنظيم الإرهابي منذ ثلاث سنوات، فأهالي البلدة لم يكن باستطاعتهم الذهاب إلى مقالعهم ومناشرهم وبساتين العنب والكرز والمشمش الموجودة هناك، حالهم كحال أهالي عرسال ورأس بعلبك والقاع. ومنذ أيام، سيطر الجيش اللبناني على مواقع متقدمة في جرود الفاكهة كان يحتلها التنظيم الإرهابي كما جرود القاع ورأس بعلبك، نتيجة الغطاء الناري الكثيف التي فرضته مدفعية الجيش المرابضة في سهل البلدة.

اليوم يتطلع الأهالي إلى إنهاء هذه المأساة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي أدت إلى قطع أرزاقهم ولقمة عيشهم، ويشدد الأهالي في حديث إلى «المستقبل» على «ثقتهم الكاملة بالجيش ودعمهم الكامل له في أي خطوة يقوم بها، وبأنهم سيكونون السند له في أي وقت يريده، فكلهم خلفه ومعه وإلى جانبه في هذه المعركة المصيرية التي يخوضها»، آملين أن «يعودوا إلى مقالعهم ومناشرهم وبساتينهم التي حُرموا منها طوال السنوات الثلاث السابقة وقطعت أرزاقهم بسبب وجود داعش في الجرود».

وتأكيداً على كلامهم، فقد فتح أهالي البلدة الثانوية الرسمية فيها للجيش لكي يتخذ منها مركزاً طوال فترة المعركة التي يحضر لها لتحرير الجرود، وقاموا بمساعدته وتأمين كافة ما يلزم، مؤكدين «وقوفهم الدائم معه وإلى جانبه في أي قرار يتخذه».

في هذا السياق، يشدد رئيس بلدية الفاكهة نصري محي الدين في حديث إلى «المستقبل» على أن «أهالي الفاكهة هم وراء الجيش وإلى جانبه ودماؤهم له وفداه ويدعمونه بشكل لامتناهي»، مشيراً إلى أن «كل وسائل الإعلام تتحدث فقط عن جرود رأس بعلبك والقاع وتطمس حقيقة أن جرودنا أيضاً محتلة من قبل هذا التنظيم الإرهابي ولدينا في الجرود مقالع وبساتين معطلة ولم نصل إليها منذ ثلاث سنوات بسبب وجوده هناك».

ويلفت إلى أن «بلدتنا منسية من قبل الإعلام والدولة، لكننا إلى جانب الجيش ومعه وندعمه بكل الوسائل ونحميه بأشفار عيوننا ونحن نقف صفاً واحداً إلى جانب الجيش لنكون سداً منيعاً ضد كل من تسول نفسه الإعتداء على البلد»، مشيراً إلى أننا «منذ ثلاث سنوات ونحن تعودنا على قصف مدفعية الجيش المتواصل للجرود ولمواقع الإرهابيين هناك، غير أن الوضع في البلدة هادىء جداً والأهالي يمارسون حياتهم الطبيعية بحمى الجيش وأجهزة الدولة الشرعية».

ويدعو محي الدين الدولة إلى «الإلتفات إلى البلدة ومساعدة أهلها والتعويض عليهم نتيجة انقطاعهم عن أرزاقهم في الجرود وكساد محاصيل هناك طيلة السنوات الثلاث الماضية، مع العلم أن هناك دراسة تم إعدادها من قبل الهيئة العليا للإغاثة والجيش اللبناني يدرك جيداً كم أن أهالي البلدة خسروا كثيراً نتيجة هذا الواقع»، مؤكداً أن «هناك أكثر من 6 كيلومترات من أراضي جرود البلدة محتلة من قبل المسلحين ويوجد فيها بساتين الأهالي ومقالعهم التي توقفت وتضررت بفعل هذا الإحتلال».

ويأمل «أن تنهي هذه المعركة الحالة الموجودة في جرودنا ونعود إلى ارضنا وممتلكاتنا التي نعتاش منها ويعود الوضع الإقتصادي للتحرك في البلدة بعد الجمود الذي أصابه وكذلك الحال بالنسبة للوضع الإجتماعي»، مؤكداً أن «أهالي الفاكهة يقفون إلى جانب الشرعية ومؤسساتها وعلى رأسهم المؤسسة العسكرية التي يجب أن يكون السلاح محصوراً بيدها دون اي أحد آخر».

من جهته، يؤكد مسؤول دائرة الفاكهة في تيار «المستقبل» نجدات محي الدين في حديث إلى «المستقبل» أن «كل جمهور تيار المستقبل في البلدة وأهاليها يقفون إلى جانب الجيش بمعركته ضد الإرهاب من أجل تحرير جرودنا»، مشيراً إلى أن «توجهات دولة رئيس مجلس الوزراء رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري واضحة بالتضامن مع الجيش والوقوف إلى جانبه وخلفه ومعه في أي قرار يتخذه وندعمه بكافة الوسائل المتاحة وبشكل غير محدود».

ويشدد على «أننا خلف الجيش ومعه قلباً وقالباً وجاهزون لتقديم المساعدة له في أي شيء يطلبه منا وفي أي وقت»، متمنياً «كل التوفيق للجيش في هذه المعركة البطولية التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية التي اختطفت أرضنا طوال ثلاث سنوات وعطلت أشغالنا في مقالعنا في الجرود وبساتيننا، وما يتوجب علينا نحن جاهزون له لتحرير جرودنا وجرود القرى المجاورة في القاع ورأس بعلبك». مشيراً إلى أن «هذا هو كلام أهالي الفاكهة وخصوصاً جمهور تيار المستقبل، ونحن خلف الجيش ومعه في أي قرار يتخذه أو أي حرب يخوضها ونحن مع سلاح الدولة الشرعي المتمثل بسلاح الجيش والقوى الأمنية دون اي سلاح آخر»، داعياً الدولة إلى «الإلتفات إلى البلدة ومساعدة الأهالي لكي يصمدوا في أرضهم والتعويض عن الخسائر التي منيوا بها طيلة السنوات السابقة».