IMLebanon

اوساط المستقبل: التسوية خط احمر ممنوع تجاوزه

 

امور كثيرة رافقت التصعيد السياسي الذي حصل مؤخرا بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل والتي هددت التسوية السياسية، ولم تفتصر على سجال التيار والمستقبل بل بدخول عناصر اضافية على خط الخلاف بين الحليفين الأزرق والبرتقالي منها ما برز الى الواجهة من اصوات اعتراضية على التسوية السياسية التي مر عليها الزمن، فطرح تساؤلات عن اسباب العودة الى نبش مرحلة التسوية وظروفها في مرحلة حصول تجاذب حول عدد من الملفات الخلافية بين التيارين.

 

وكأن تيار المستقبل ورئيس الحكومة لم تكفِه مشاكله مع التيار الوطني الحر لتخرج الاحتجاجات من اهل البيت، كما تقول اوساط سياسية قريبة من تيار المستقبل، مستهدفة رئيس الحكومة ومظهرة اياه بمظهر العاجز عن حل مشاكله الخلافية مع رئيس التيار الوطني الحر، مما استدعى موقفاً حازماً عبر اعلام المستقبل لوقف عملية الدخول الخطأ على خط المعركة لغير مصلحة الحريري، حيث اعتبر اعلام الحريري ان هناك من يتحين الفرصة للدخول على خط التهجم على الحريري للاساءة الى دوره في رئاسة الحكومة من موقع الدفاع عنه، ليتبين بسرعة ان المقصود بالكلام هو وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي دعا من دار الفتوى لانهاء التسوية السياسية ردا على ما قاله باسيل حول السنية السياسية، كما شملت حملة المستقبل بعض الحلفاء من نادي مشاريع رؤساء الحكومة الراغبين بخلافة الحريري في رئاسة الحكومة والذين يتلطون بالدفاع عن صلاحيات الرئاسة الثالثة للوصول الى اهداف معينة .

 

هجوم المستقبل وفق الاوساط كان للدفاع عن رئيس الحكومة والتسوية السياسية معا، فالتسوية السياسية هي الملف الكبير الذي يتم فيه دائما التصويب على الحريري وهي ألزمت تيار المستقبل ان يستغني عن الكثير من مناصريه وصقوره الرافضين لها من اجل عدم تعريضها للسقوط، وبالتالي فان الحريري يضع خطا احمر حول التسوية لعدم التصويب عليها ايضا، فالتسوية كما اوصلت الرئيس ميشال عون الى رئاسة الحكومة، هي ايضا مهدت للتعاون لوصول الحريري الى رئاسة الحكومة وقد تميزت المرحلة الاولى من عمر العهد بتعاون غير مسبوق بين الرئاستين . فالتسوية وفق اوساط المستقبل هي تسوية غير قابلة للتراجع ورئيس الحكومة قدم تضحيات من رصيده الشعبي والساسي في سبيل انجاحها وبقائها واذا كانت تسوية غير شعبوية كما يعتبرها البعض، لكنها تسوية ملزمة للجميع ممنوع التشويش عليها وضربها من اي طرف كان.

 

واذا كانت الانتقادات لرئيس الحكومة والايحاءات تهدف لتشويه صورته انه غير قادر على ضبط تفلت وزير الخارجية جبران باسيل في موضوع الموازنة والتعديات من قبله على صلاحياته او من خلال الايحاء بان الحريري مسلم مشيئته او مستسلم لحزب الله كما تقول وجهة نظر منتقديه، فان اوساط المستقبل تعتبر ان هناك حملة من خارج البيت المستقبلي ومن الداخل من شخصيات معروفة تستهدف تعكير الجو السياسي العام ونجاح الحكومة في تخطي الموازنة، اضافة الى هجوم الحاسدين والراغبين بخلافة الحريري في رئاسة الحكومة والذين يخرجون عند اي موقف او توتر متذرعين حماية صلاحيات الرئاسة الثالثة مصوبين هجومهم على رئيس الحكومة بالذات.

 

ومع ذلك تصر الاوساط القريبة من المستقبل على التمسك بخيار الدفاع عن النفس في مرحلة التوتر بين المستقبل والتيار الوطني الحر بالقول «لم نعتد لفظيا على التيار الا عندما اعتدى علينا وفي معرض تصويب النقاش ورد الهجوم وكان الهدف دائما حماية ما وراء ظهر التسوية «

 

المرحلة المقبلة ستشهد نقاشا في الملفات الخلافية التي اندلعت على جبهتي التيار والمستقبل حيال كل المسائل من ملف التعيينات الى ما يحصل في موضوع القضاء والامن وتداخل الصلاحيات لترميم ومعالجة الخلافات من ضمن سلة شروط جديدة تمنع تكرار ما حصل قبل الانطلاق الى مرحلة تسيير امور الموازنة وتنشيط الوضع الاقتصادي والمالي.