IMLebanon

«المستقبل» يخوض الإنتخابات «عارياً»… لا سلطة ولا مال

 

 

تستعر المعركة الإنتخابية في الشارع المسيحي، فالخصوم هذه المرة عددهم أكبر مما كان عليه في الإنتخابات السابقة، من «التيار الوطني الحر» الى «القوات اللبنانية» و»المردة» و»الكتائب» والمستقلين و»التيار المدني» الذي يلعب دور «الثورة»، ولكن هذا لا يعني أن المعركة تقتصر على هذا الشارع، ففي كل شارع معركة خاصة.

 

في الشارع السني يخوض سعد الحريري معركة مع نفسه بالدرجة الأولى، فالهدف الذي وضعه التيار لنفسه هو الحصول على عدد نواب أكبر من العدد الذي يملكه اليوم، ليكون الرجل السني الأول في لبنان، ومع أن «تيار المستقبل» أطلق مسار العمل الإنتخابي الداخلي، إلا أنه لا يزال قاصراً عن إيجاد «العناوين الأساسية» لحملته الإنتخابية، بظل كل ما يجري من تطورات أمنية وسياسية وقضائية، جعلت البعض يرفع صور سمير جعجع في طرابلس بدلاً من صور الحريري.

 

يسعى سعد الحريري في المرحلة الراهنة للإبتعاد عن المشهد السياسي بشكل مباشر، مفضلاً التمسك بالتحالف مع «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، على قاعدة أن ذلك يبعد عنه مسؤولية إتخاذ أي قرار، بما يعنيه ذلك من تداعيات على واقعه الشعبي، فكل القرارات الحالية ستؤدي بحاملها الى مواجهة التداعيات السلبية لها.

 

يعتبر الحريري أنه من خلال هذا الموقف يستطيع خوض الإنتخابات النيابية المقبلة، حيث من الممكن أن يعود، في الأسابيع المقبلة، إلى الخطابات السياسية التي تستهدف «التيار الوطني الحر»، نظراً إلى صعوبة أن يستخدم ورقة حزب الله، بعد أن كان، طوال الفترة الماضية، المرشح المفضل لرئاسة الحكومة من جانب الثنائي الشيعي.

 

وفي حين باتت دائرة تحالفات الحريري السياسية واضحة، مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، قد يكون من الصعب ترجمة ذلك إنتخابياً مع كل هذه القوى، رغم أنه قطع شوطاً كبيراً في التحالف مع «المردة» في الشمال، حيث ستكون البداية من خلال العمل على إختيار مرشحي تياره بطريقة أخرى عن تلك التي كانت سائدة سابقاً، في ظل المنافسة التي قد يتعرض لها من قبل بعض الشخصيات في العديد من الدوائر، خصوصاً شقيقه بهاء الحريري، الذي قرر عدم الخوض بالمعركة بشكل مباشر، كما عدم تبنّي أي مرشح للإنتخابات، مفضلاً تبني عدداً من النواب الناجحين بعد فوزهم، لأن أي قرار غير ذلك قد يُظهر هزيمته في الإنتخابات.

 

هنا، من الضروري الإشارة إلى أن الحريري يفتقد الى ورقتين داخليتين أساسيتين في هذه الإنتخابات كانتا سابقاً تعطيانه قوة كبيرة هما: السلطة والمال، فالرجل خارج السلطة ومديون لجهات ودول، كما ورقة خارجية هي البيئة الحاضنة الإقليمية التي تؤمن الشرعية له، على اعتبار أن هذه الحاضنة كانت تقدم له المال من جهة والغطاء الطائفي من جهة ثانية، في ظل العلاقة المتوترة مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يدفع إلى التأكيد بأن هذه الإنتخابات ستكون مصيرية بالنسبة إليه، بالرغم من أنه لا يزال اللاعب الأبرز في الساحة السنية حتى الآن.