IMLebanon

«الأنكل سام» لن يسمح

 

 

سألته: ما الجديد في ما تسميه «المحطة اللبنانية» في مسار الحرب على غزة؟

 

أجاب الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق: منذ ما قبل السابع من تشرين من العام الماضي، ببضعة أشهر، وأنا أردد في لقاءاتنا شبه الأسبوعية عن بُعد أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لأي جهة أو دولة أن تتفرّد في الموضوع الرئاسي اللبناني. وأنت تذكر، من دون أدنى شكّ، عندما طلع الرئيس إيمانويل ماكرون بمبادرته الشهيرة القائمة على معادلة 8 آذار و 14 آذار (سليمان فرنجية ونواف سلام) إنني قلت لك إن الأميركي ممتعض منها الى أبعد حدود الامتعاض، ليس لأن له اعتراضاً على هاتين الشخصيتين أو على إحداهما، إنما لأنه فوجئ بان باريس أرادت أن تفوز في السبق الرئاسي اللبناني، وهذا ما لن توافق عليه واشنطن في أي حال من الأحوال. وعندما بدا أن حزب الله وفريقه احتفلا، باكراً، بالفوز بادرتُ أنا الى الاتصال بك لأخبرك أن الأمر سابقٌ لأوانه بأشواط، وأن الدور الفرنسي (وأقولها بحرقةٍ وأسى) غير مسموح له أن يحقّق هكذا هدفاً غالياً على قلب الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يتلقى الضربات في أفريقيا، وهو يدرك بداهةً أن الأميركي هو الذي «يقوطب» عليه في القارة السمراء.

 

ومضى الديبلوماسي الأوروبي الغربي يقول: عُد معي يا صديقي الى ما ينوف على ثلاثينَ عاماً مضت يوم أعطى الأميركي الإذن للوصيّ السوري في أن يخلع العماد ميشال عون من قصر بعبدا، كيف شارك الدكتور سمير جعجع، آنذاك، في العملية العسكرية تلك، فهل تظن للحظة واحدة أن حراك القوات اللبنانية جاء فقط لاغتنام الفرصة السانحة، أو فقط بالتنسيق مع السوري؟ إنه اتُّخِذ  بالتماهي مع القرار الأميركي.  ومضى يقول: وبلغ الأمر بالأميركي حدّ التعمية،  بالوسائل التكنولوجية المتطورة، على الطرّاد الفرنسي، الذي كان يقلّ الجنرال، فوق مياه البحر المتوسط، في طريقه الى مرفأ مرسيليا، ما اضطُرّ رئيساً كبيراً من قامة فرانسوا ميتران الذي كان قد رهن شرف فرنسا بوصول عون سالماً الى أراضيها، أن يترجّى نظيره الأميركي، كي يسهّل مسار الطرّاد. واستطرد الديبلوماسي الأوروبي الغربي يقول: وبعد، أي عاقل يخطر له في بال أن رئيس الجمهورية عندكم سيُنتَخب وفق مشيئة أي من الدول الأربع الأخرى في «الخماسية» (باريس أو الرياض أو القاهرة أو الدوحة). واليوم الوضع ذاته ينطبق على توسيع حرب الجنوب، فهذه تتوقف أو تتعاظم وفق مشيئة الأميركي. وسألته: ماذا يعني ذلك كله؟ فأجاب: إنه يعني ببساطة كلية أن الأميركي الذي زعم مراراً وتكراراً أنه غير معني في مَن يكون الرئيس اللبناني المنتَظَر هو صادق في هذا الزعم، ولكنه يكذب وينافق عندما لا يكشف عن الحقيقة الكاملة: فمن جهة «يجب» أن يكون الرئيس اللبناني بالضرورة «أميركيَّ الهوى»، والمرشحون جميعهم كذلك، المعلنة أسماؤهم كما المضمَرون… ومن الجهة الثانية اذا كان ثمة مجال لصفقة تريح الأميركي والإسرائيلي، فلن يعود للاسم أي أهمية، سيّان بين الأسماء المتداولة أو البعيدة عن التداول.