IMLebanon

المحور قرّر التصعيد على جبهات المساندة… وهذه حصّة المقاومة في لبنان 

 

ترتبط الحرب في جنوب لبنان بالحرب على غزة ومجرياتها على أرض المعركة وطاولات التفاوض في الفنادق، ومن هذا المنطلق كان لتعثر التفاوض على الهدنة في الدوحة وقعه في لبنان، تمثل بالتصعيد “الاسرائيلي” الذي بات يتخذ أشكالاً إجرامية اكثر، كالضربة التي استهدفت مركزاً للإسعاف والطوارىء في الهبارية.

 

عندما تحدث الامين العام لحزب الله عن ضرورة الصبر والتحمل، كان واضحاً أن زمن الحرب لم ينته ولن ينتهي قريباً، وهذه الخلاصة توصلت إليها المقاومة في الشهر الثالث للحرب، حيث تكشف مصادر مطلعة أن الشهر الثالث للحرب حمل مؤشرات واضحة الى أنها لن تنتهي قريباً، وبالتالي يجب التحضير لحرب استنزاف طويلة، وهو ما يجري اليوم.

 

في حرب الاستنزاف هذه، بالإضافة الى خطة العدو في هدم القرى على الحافة الأمامية، وإنشاء منطقة محروقة بعمق 5 كيلومترات، يسعى “الإسرائيلي” الى ضرب بنك الاهداف الذي يملكه، والذي عمل على تجميعه طوال السنوات الماضية. وتُشير المصادر الى أن “الاسرائيلي” حتى اليوم لم يتمكن من ضرب أي هدف استراتيجي للمقاومة، ولو أنه ضرب أهدافاً عديدة، خاصة في المنطقة الحدودية، بالإضافة الى بعض الأنفاق أيضاً، ولكن بالمنظور العسكري لم يتمكن من توجيه أي ضربة عسكرية كبيرة للمقاومة.

 

قليلة هي الأهداف التي ضربها “الاسرائيلي” خارج نطاق قرى جنوب نهر الليطاني، ولهذا حسابات تتعلق بحجم الحرب ومساحتها وتقدير الرد وعمقه، وبحسب المصادر أغلب الأهداف بعيدة عن قرى جنوب نهر الليطاني، التي كانت قد تم اخلاؤها، ولم تقع فيها خسائر كبيرة للمقاومة، مشيرة الى أن سرد كل هذه المعطيات هو أمر ضروري للحديث عن حجم رد المقاومة، وما هو المتوقع في الأيام المقبلة.

 

كلما زاد تصعيد “الإسرائيلي” يزيد تصعيد الحزب في لبنان، وربما هذه المعادلة غير واضحة بالنسبة لكثيرين، لأن حجم تصعيد الحزب لا يكون واضحاً من حيث عمق الضربات، ولكنه شديد الوضوح من حيث نوعية الضربات بالنسبة لـ “الإسرائيليين”، والعملية الأخيرة على قاعدة ميرون الجوية كانت مثالاً.

 

الجديد بحسب المصادر هو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع “المحور” الاخير الذي عُقد في بيروت، حيث كان تأكيد على التوجه نحو التصعيد بحال تعثرت عملية التفاوض والوصول الى هدنة تُنهي الحرب، وهكذا كان، مشيرة الى أن قرار التصعيد يطال كل جبهات المساندة من لبنان الى اليمن والعراق، وفي الساعات الماضية كان واضحاً ارتفاع عدد عمليات المقاومة الاسلامية في العراق، وكبر العمليات التي يقوم بها الحوثيون في البحر، فماذا عن لبنان؟

 

بالنسبة الى لبنان، فلن تكون المقاومة خارج قرار التصعيد المتخذ، ولكن ضمن الحسابات التي يعمل عليها حزب الله منذ دخوله الى الحرب، وتكشف المصادر أن من بين قرارات المقاومة بالتصعيد “تكثيف حجم الضربات للمواقع وتدميرها بشكل أكبر”، وهو ما قامت به المقاومة في الساعات الماضية في أكثر من موقع “اسرائيلي”، بالإضافة الى تكثيف عمليات اطلاق الصليات الصاروخية من “الكاتيوشا” الى المستعمرات القريبة من الحدود. وفي مرحلة متقدمة قد تتغير نوعية الصواريخ المستخدمة في العمليات، وهذه المرحلة قد لا تكون بعيدة بحسب المصادر، التي تشدد على أن المقاومة مستمرة بتصعيد نوعية عملياتها، وآخرها استهداف “منصات للقبة الحديدية” التي تتعرض للاستنزاف بشكل كبير، إذ في كثير من الأحيان تطلق المقاومة الصواريخ البسيطة التي لا تدخل في حسابات ترسانتها الصاروخية، فقط لأجل استنزاف القبة الحديدية وصواريخها.