IMLebanon

حرب غزة وأوضاع المنطقة والعالم  

 

ان الحرب التي انطلقت من نجاح الفريق الاسلامي المتشدد في اختراق المستوطنات الاسرائيلية التي انجزت في قطاع غزة ومحيطه وبالتالي كانت مخالفة لاتفاق ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي برعاية الرئيس كلينتون كانت مفاجئة للمناصرين العرب وللإسرائيليين بالذات.

 

لا شك ان المآسي الواضحة للعائلات الاسرائيلية ولا شك لعائلات الجنود الاسرائيليين الذين فقدوا حياتهم مقابل الهجوم المفاجئ والعنيف والذي حقق تكاملاً بين كتل المحاربين برًا وجوًا وبحرًا كما خسائر الفلسطينيين البشرية والمادية والتي تبدو على صعيد الارواح والاملاك ومحطات انتاج الكهرباء وتامين المحروقات والعنايات الطبية. جميع هذه الخسائر، اذا استمر القتال لاسابيع ستؤدي الى ضمور الاقتصاد الاسرائيلي وتعثر انتاج معدات الذكاء الاصطناعي، التي منها معدات تستخدم في الحروب وغالبية هذه المعدات والتي تنتج منها اسرائيل العديد لا يمكن التعويض عنها بسهولة.

 

الامر الذي يهدد لبنان اي انتكاسة كبيرة للفريق الفلسطيني المهاجم لان هذا الفريق تجهز واستعد للمعركة على مدى سنوات وتمتع بمساعدات شخصية من دولة قطر، وكانت قطر ربما البلد الخليجي الذي طور علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولم تكن خطوات الفريق المهاجم ملفتة لنظر الاميركيين المتواجدين في قطر حيث هنالك قاعدة جوية عسكرية للأميركيين تعتبر اكبر قاعدة جوية للجيش الاميركي خارج الولايات المتحدة. والمجابهة الاخيرة فاجئت الاميركيين الذين حركوا حاملتين ضخمتين للطائرات تواجدت اولهما مع بداية الحرب والثانية تتواجد خلال ايام وحمولة السفينتين لا تقل عن توافر 70 طائرة مقاتلة او من القاذفات ما عدا الطائرات الجوالة التي يمكن ان تنقل الجنود ما بين مواقع المجابهات.

 

الامر الواضح ان استمرار الحرب ولو لاسابيع سيؤدي الى ازمة اقتصادية وبشرية في اسرائيل. فمن المعلوم ان هجرة الاسرائيليين، خاصة من فئة المتعلمين واصحاب الكفاءات في تطبيق برامج الذكاء الاصطناعي كانت هجرة متوسعة خلال السنتين المنصرمتين اضافة الى تحويل المهاجرين الجزء الاكبر من ادخاراتهم للخارج، ولا شك ان هجرة الاسرائيليين من اصحاب الكفاءات والانجازات ستؤدي الى خسارة اسرائيل التصنيف الجيد الذي يسهل الاقتراض، علمًا بان المساعدات الاميركية ستتوافر للإسرائيليين، وربما بعض المساعدات من الولايات المتحدة، وغالبية الدول الاوروبية حاليًا تفتقد كفاءات تماثل ما تحقق في اسرائيل على مدى السنوات منذ عام 1985 ونحن

 

نختار هذا العام لان البنوك الاسرائيلية كانت مفلسة في ذلك التاريخ، ومن اجل انقاذها تعاقد الاسرائيليون مع استاذ اقتصاد مميز من اساتذة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي اسهم في تصحيح اوضاع المصارف الاسرائيلية واستقرار النقد ومن ثم انسحب وعاد الى عمله في مجال التعليم في الولايات المتحدة.

 

خسائر لبنان

 

لا شك ان لبنان بعد الفريقين المتنازعين سيكون البلد العربي الخاسر الاكبر وذلك لعدة اسباب سنعرض لاهمها.

 

اذا حظي حزب حماس بحماس واضح من لبنان او بعض قواعده السياسية، وقياسًا على خسائر الحرب وقبل ذلك خسائر اهتزاز اجزاء ومناطق عديدة في سوريا، وقد تسببت هذه الخسائر في زيادة اعداد المهاجرين السوريين، وتصريحات الرئيس السوري غير المطمئنة ان عودة المهاجرين من تركيا والاردن، ومصر ولبنان لا يمكن استيعابها ما لم تتوافر معونات كبيرة من الهيئات الدولية المانحة او المقرضة.

 

العالم الذي يتجاوز بلدان الشرق الاوسط يدرك ان اعادة اعمار غزة وارساء قواعد لدولة مستقلة للفلسطينيين امر ملح الى حد بعيد وسيستهلك القسم الاكبر من المعونات الدولية التي ستنحسر ايضًا عن لبنان والمؤشرات الاقتصادية للدول الاوروبية خاصة بعد الحرب ما بين روسيا واوكرانيا تشير الى انخفاض معدلات النمو في دول الاتحاد الاوروبي، والتي يوازي حجمها الاقتصادي مجتمعة حجم الاقتصاد الاميركي لا يمكن ان تغطي حاجات اعادة تجهيز وتطوير الدولة الفلسطينية المطلوبة وبالتالي سيكون معدل النمو في اوروبا منخفضًا وفي بريطانيا سلبيًا وحاجات المجموعة الاوروبية لا توازي النفقات التي التزمت بها الولايات المتحدة لتمويل حاجت اوكرانيا للمواجهة الحربية من جهة وتطوير بعض البلدان الاوروبية، وقد بدأت تظهر ملامح انخفاض الحماس الاوروبي، وبالتأكيد الصيني. وكان الرئيس الاميركي قد التزم تامين مساعدات على مستوى 44 مليار دولار، جزء كبير منها للتجهيزات العسكرية، وعلى ما يبدو انخفض التأييد لسياسات الرئيس بايدن ولن يستطيع تامين ما وعد به، كما ان اختصار المساعدات هذه السنة لن يمكن تعويضه بسرعة السنة المقبلة اي سنة انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، وعلى ما يبدو انخفضت حظوظ الرئيس بايدن في مواجهة اي منافس قوي من الجمهوريين وعلى الاغلب لن يكون المرشح المنافس دونالد ترامب لان ترامب مهدد

 

بعقوبات شديدة على مخالفته الالتزام بتقديم سجلات واضحة عن ثروته وما التزم بدفعه للخزينة الاميركية.

 

وجدير بالذكر ان اكبر زعيم مافياوي اشتهر اسمه كان في حقبة الثلاثينات ومنع الاتجار بالمشروبات الروحية آل كابوني وقد استطاع هذه الرجل رغم مخالفة للقوانين المتعلقة باستهلاك المشروبات وتوزيع الممنوعات من منتجات الكوكايين واغتيال المنافسين استطاع آل كابوني النجاة من جميع التهم القاسية وتفادي السجن لكنه لم يتمكن من مقاومة المسؤولين عن مراجعة حسابات الشركات وصدرت احكام قاسية عليه بالسجن وكان في السجن خلال الحرب العالمية الثانية واستطاع تخفيض سنوات السجن بتأمينه معلومات ومساعدات من قبل العصابات التابعة له في ايطاليا حينما حقق الاميركيون انزالاً كبيرًا على شواطئ ايطاليا في البحر المتوسط.

 

الصورة تبدو قاتمة للدول الاوروبية وستتكثف طلبات الدول الاوروبية الصناعية على المشاركات مع دول الخليج العربي وقد بدأت المؤشرات واضحة من اتفاقات السعودية مع فرنسا، وبريطانيا والمانيا.