IMLebanon

زيارات جعجع الى السعوديّة تؤسس لمرحلة ما أو لقرار يُغيّر المقاييس الداخليّة!!

ثمة توجس كبير وتوقع لمفاجآت وشيكة من زيارة رئيس حزب القوات سمير جعجع الى المملكة السعودية وانتظار سيتبدد قريباً لتظهر مفاعيل ونتائج اللقاءات التي اجراها جعجع بولي العهد السعودي مقرن بن عبد العزيز والشخصيات السعودية المؤثرة في القرار اللبناني، فالعودة الى الزيارات السابقة تظهر ان جعجع لا يعود بالحال نفسها التي يغادر فيها على حدّ قول مصادر مسيحية، وان زياراته في الغالب ما تؤسس لمرحلة ما او لقرار من شأنه ان يغير في المقاييس الداخلية، فزياراته في ما مضى في معركة القانون الانتخابي أثمرت رفضاً وانتكاسة للقانون الأرثوذكسي وانقلاباً من رئيس القوات على التزامات كان اعطاها للقيادات والكنيسة المسيحية على قانون كل طائفة تنتخب نوابها، وهكذا حصل ايضاً عقب التمديد الثاني للمجلس عندما عاد جعجع بغطاء مسيحي من الصف الاول مسيحياً للتمديد الذي عارضه النائب ميشال عون وتكتله.

فالواضح ان ما يحصل عليه جعجع من السعودية تضيف المصادر، لا ينطبق على غيره من المسيحيين الآخرين في 14 آذار، فعلاقة رئيس القوات بالمملكة علاقة متينة وقوية بخلاف بعض الشخصيات في الفريق الآذاري الذين لا يحظون بما تحيط به المملكة رئيس القوات وتحرص عليه، فالزيارة التي صادفت عشية التمديد المجلسي لرئيس القوات من جهة والنائب سامي الجميل من جهة اخرى، لا تتطابقان في المواصفات وفي النتائج نفسها التي خرجت بها، فالأول عاد بموافقة وقبول التمديد في حين عاد الجميل ليقف في صف عون في مواجهة التمديد والخرق الدستوري الممنهج.

وعليه فان زيارة جعجع التي ستبدأ مفاعيلها بالظهور الى العلن والتي تتصل بالاستحقاق الرئاسي بالدرجة الاولى ربطاً بما يريده السعوديون بحسب المصادر، واستناداً الى الرغبة الدولية بانجاز الاستحقاق وعلى ابواب انطلاقة الحوارات في الداخل بين حزب الله والمستقبل من جهة وبين زعيمي الرابية ومعراب من جهة اخرى حملت عناوين ورسائل عدة ومعبرة، فهي أولاً وأخيراً تعني ان جعجع هو الشخصية المسيحية الأكثر قبولاً لدى الجانب السعودي وهي تأتي في زمن الاستحقاقات كاعتراف او تكريس او توجه لتثبيت الشراكة بين السعوديين وجعجع.

واشارت المصادر الى انه قبل انطلاقة الحوار بين المستقبل وحزب الله فان جعجع اراد الوقوف على ما يضمره وما سيثمر عنه لقاء الخصمين، وهو الذي يخشى اتفاق رباعي آخر او تفاهما سعوديا وسوريا يشبه ذلك الذي انتج حكومة تمام سلام التي لم تشارك فيها القوات. فالقناعة لدى معراب ان جلوس حزب الله والمستقبل معاً الى طاولة الحوار رغم كل الملفات من المحكمة الدولية الى التباينات الكبيرة حول مشاركة حزب الله في الحرب السورية يعني بما يعني ان ثمة تغييرا محتملا في قواعد اللعبة وان جلوسهما معاً الى الطاولة يحصل بتوافق إقليمي ومباركة سعودية او بعد الحصول على الضوء الاخضر الإقليمي. وعليه فان جعجع تضيف المصادر، خرج بضمانات سعودية وتأكيدات على الثبات في الخط نفسه وتطمينات معينة جعلته مرتاحاً للقائه المتوقع مع رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الذي يفترض ان يكون مدخلاً لترتيب الاستحقاق الرئاسي والخروج باتفاق يعني الرئاسة الاولى وبالتالي فان توجه جعجع الى الحوار مع زعيم الرابية مرده الى اعتبارات ونقاط مشتركة قرأها الطرفان ولا بد من التنبه اليها او ملاقاتها، فالاستحقاق الرئاسي سيكون العنوان الرئيسي للقاء حزب الله وتيار المستقبل، وتعمل الرابية و معراب على التنبه لعدم سحب الكرسي الرئاسي من تحتهما، ولفت النظر بان مصير ومستقبل الكرسي المسيحي يقرره المسيحيون الأقوياء من جهة وان كان لدى الزعيمين المسيحيين رغبة بالدرجة الأولى لنزع المسؤولية عن انفسيهما في ما آل اليه مصير الاستحقاق وبالتالي تلميع صورتهما المسيحية التي شابتها الكثير من الشوائب والاشكاليات في الآونة الأخيرة فاهتزت صورتهما لدى الراي العام المسيحي لتحميلهما خطأ الفراغ في سدة الرئاسة وتدهور الحالة المسيحية.

على ان لدى كل من جعجع وعون هواجس مشتركة في رأي المصادر، في ان تؤول الرئاسة الى المرشح التوافقي الذي لا يريده الإثنان اي الى مرشح بكفيا «العنيد»، ولا تزال أصداء زيارة الجميل الى الجنوب تتردد في كواليس معراب والرابية وما لقيه الجميل من اهتمام وحفاوة من قبل الرئيس نبيه بري وحزب الله، وهذا الأمر الذي يضعه على سكة الاستحقاق الرئاسي كلاعب او كمرشح توافقي، فالجميل الذي يقف على مساحة مقبولة من السعوديين بات على مسافة أقرب الى الضاحية من ذي قبل وهو يحظى برضى رئيس المجلس النيابي ربما أكثر من عون نفسه الذي يشاكس زعيم عين التينة باستمرار في كل الملفات تقريبا، وبالتالي فان عبور الجميل الى الحلبة الرئاسية في تقدير بعض الاوساط ليس عملية مستحيلة او معقدة وبالتالي مطروحة بقوة في ظل تعقيدات المشهد الانتخابي.