IMLebanon

كيف سيترجم باسيل «صحوته» ان صدق ؟!

 

 

على وقع المزيد من التحذيرات، واستمرار تدهور الاوضاع في لبنان، التي لم توفر المؤسسة العسكرية ولا سائر المؤسسات الرسمية والاقتصادية والمالية، ووضعت البلد على شفير الهاوية، واصلت سفيرة فرنسا في لبنان، ان غريو جولاتها على العديد من المسؤولين والقوى السياسية، فبعد لقائها الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، التقت برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، حيث ابلغته تمسك بلادها بضرورة الخروج من المأزق الحكومي ووجوب ازالة العراقيل الرئاسية، حيث الوضع في لبنان ما عاد يحتمل المزيد، «وهو على ابواب الهاوية…» وقد ارتفعت الاعتراضات الشعبية، المفتوحة على كل الاحتمالات، مشفوعة بالصرخة الوجدانية التي اطلقها قائد الجيش العماد جوزف عون، قبل وخلال «المؤتمر الدولي الافتراضي» الذي عقد بدعوة من فرنسا، ومشاركة عشرين دولة والامم المتحدة، محذرا من الاخطار المحدقة بالمؤسسة العسكرية، بسبب الازمة المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان… وقد طالت وطالت…

 

مهد باسيل للقاء مع السفيرة غريو ببيان «مدروس»، ظاهره شيء وباطنه ملغوم، ومخالف لكل المواقف السابقة، محذرا من «نقمة كبيرة اتية» ومعلنا، على وقع السجالات السياسية والاعلامية القاسية، والبيانات الصدامية بين بعبدا من جهة و»بيت الوسط» و»عين التينة» من جهة ثانية «اننا مع تأليف الحكومة بسرعة، برئاسة الرئيس سعد الحريري…»

 

لم يصدق اللبنانيون ما سمعوه، وقد تجاوز «العهد العوني» غير الميمون، كل القواعد والاسس الدستورية والوطنية والاخلاقية، حتى وصل البلد الى ما وصل اليه، والعالم، من اقصاه الى اقصاه، يتابع بمرارة ما الت اليه الاوضاع، مشفوعة بهذا «التراشق الممجوج» الذي بادرت اليه رئاسة الجمهورية، وتحديدا مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، اللذين يتمسكان بتشكيل «حكومة، غير كسيحة، وغير خاضعة لاملاءات هذا الفريق او ذاك، بل حكومة انقاذ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ومن غير تمييز…»

 

كل المعلومات والادلة والوقائع، تؤكدً ان مصدر التعطيل واحد، وهو رئاسة الجمهورية، رغم ان احدا لا ولم يتجاهل الرئاسة الاولى، لا في هذا الموضوع ولا في غيره من المواضيع، والجميع ملتزمون الدستور، نصا وروحا، بإستثناء الرئيس عون وفريقه، الذي يتطلع الى احياء ما قبل «الطائف» من صلاحيات رئاسية، وما كانت تملكه من امكانات جلبت على لبنان كل ما ليس في مصلحته، امنا وسلاما واستقرارا وعدالة ومساواة، غير عابئ بصلاحيات الرئاسة الثالثة الاجرائية، ما ادى الى برودة في العلاقات، ومن ثم الى قطيعة والدخول في حيز المناكفات والسجالات، والتمادي في سياسة وضع العصي في دواليب عربة تشكيل «حكومة الانقاذ»…

 

لم يترك الرئيس عون، وفريقه، فرصة صغيرة او كبيرة الا وحاول ركوبها لقطع الطريق امام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، المعزز بغالبية نيابية وتأييد شعبي واسع النطاق، وعابر لحدود الطوائف والمذاهب والمناطق، وقد ادار رئيس الجمهورية ظهره لسائر القوى والمرجعيات السياسية والاقتصادية والمالية والروحية، غير عابئ بما الت اليه اوضاع البلد واهله، لا لشيء سوى ان الرئيس عون يرى ان «الكيمياء مفقودة بينه و بين الحريري..» وهو، منذ اللحظة الاولى لتكليفه، سعى جاهدا لاقفال كل الطرق الايلة الى انجاز التأليف بهدف دفعه الى الاعتذار… وقدغالب عن باله ان المسأسلة ليست بهذه الخفة…

 

الحريري لن يعتذر، ولا بديل، وهو ماض في العض على الجراح، وفي مسيرة انقاذ لبنان، على المستويات كافة، ولا فيتو على احد، وقد مضت اشهر عدة من الابتزاز والتحديات والحصار والتشويش والتشويه… والسؤال الذي يتردد على السنة الجميع، هو كيف سيترجم جبران باسيل دعوته الى تأليف الحكومة بسرعة برئاسة الحريري؟ ومتى وكيف وبأي ثمن؟ وهل هو جاد في ذلك، ام انها لرفع العتب وابعاد العقوبات الفرنسية بل والدولية عن رقبته؟ ودول العالم مجمعة على حل الازمة اللبنانية من غير المس بـ»اتفاق الطائف» الذي لم ينفذ بكامله بعد… والقيادة الفرنسية على استعداد لرعاية مؤتمر وطني – دولي لمساعدة لبنان و انقاذه من ويلاته…؟!