IMLebanon

قص لسانك!  

 

 

أغنية لراغب علامة تقول: «لا تلعب بالنار بتحرق اصابيعك ويلي اشتراك بيرجع ببيعك».

 

يا طفل المعجزة: أنت اليوم بحكم وجود عمّك في بعبدا، فأنت موجود ولم يتبقّ لكم في القصر إلاّ حوالى الـ400 وكم يوم. ولو فكرت بعمق -ولا أظن أنك تستطيع-، فإنّ السنة «وراء الباب» يعني ان أيامكم صارت في نهاياتها، لذلك أنصحك وأنا أعلم انك لا تحب النصيحة، لأنّ داء الغرور القاتل أصابك منذ زمن بعيد، وهناك استحالة لعلاجك أو أن تشفى منه لأنّ هذا المرض يزداد يوماً بعد يوم، حتى وصلت حالتك الى درجة من اليأس.

 

على كل حال، هذه مشكلتك وليست مشكلة غيرك… أمّا قولك بأنّ فكرة الرئيس القوي، والمكوّن القوي، قد زالت ما بين عامي 1990 و2005، وعندما عادت رأوا انها لا تناسب مصالحهم، أي مصلحة المنظومة وقوامها بري والحريري وآخرون وهي تبحث دائماً عن غطاء مسيحي يستعملونه واجهة لـ«خنق» الرئيس القوي والشريك القوي الذي لا يتعايش مع مطالبهم ولا يلبيها.

 

ينادي الصهر العبقري بالرئيس القوي، وهنا نسأله ماذا يعني بكلمة الرئيس القوي؟

 

هل الرئيس القوي هو الذي دمّر القطاع المصرفي، فلأوّل مرة في التاريخ تتوقف البنوك عن إعطاء المودعين أموالهم أو حتى بعضها؟

 

هل الرئيس القوي هو الرئيس الذي في عهده صار تشكيل الحكومة من أصعب الأمور في الحياة.. وهناك حاجة لاتصال هاتفي بين الرئيس الايراني الجديد إبراهيم رئيسي وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيلها؟

 

هل الرئيس القوي والعهد القوي هو تهجير عدد قياسي (أكثر من 300 ألف مسيحي) من اللبنانيين في تاريخ هذا الوطن بسبب فشله بإدارة البلد، وفشله باختيار الوزراء الفاشلين أمثالكم..؟ لن أردد ما أصبح يعرفه ويحفظه كل الشعب اللبناني، بأنك أيها الصهر الفاشل «ركبت» ديوناً على الدولة والخزينة اللبنانية وصلت الى الـ65 مليار دولار، وهو رقم أكثر من نصف دين الدولة… ورفضت البواخر التركية لإنتاج الكهرباء ثم بعدما دخلت «العمولات» الجديدة قبلت بها وغيّرت رأيك، وأصبحت الباخرة باخرتين فسبحان الله.

 

أما عن رفضك عرض الصندوق الكويتي الذي قدّمه أمير الكويت المغفور له الشيخ صباح الاحمد الصباح فتبيّـن أنك وضعت شرطاً مالياً لقبولك العرض، وللسماح للصندوق الكويتي بالعمل. لقد رفض الصندوق شروطك لأنّ مبادئ وشروط الصندوق واضحة هي عدم تقاضي أية عمولات أو رشى أو حتى هدايا..؟

 

هل الرئيس القوي هو الرئيس الذي عندما سألوه الى أين يتجه البلد وماذا نفعل؟!. أجابهم الى جهنم؟ بالله عليكم هل يوجد رئيس يملك ذرة من «العقل» يقول لشعبه اذهبوا الى جهنم؟

 

هل يوجد رئيس قوي كما تدّعي، يُبْقي دولته من دون مجلس قضائي لأنه يرفض أن يغيّر موقع قاضية من عائلته، وهي لا تنفذ إلاّ أوامره، وتحرم الشعب اللبناني من تعيينات قضائية شفافة تصب في مصلحة القضاء فقط لأوّل مرة في تاريخ القضاء اللبناني؟

 

هل يوجد رئيس قوي يُبقي البلاد وهي في حالة انهيار مالي واقتصادي وإداري من دون حكومة مدة 13 شهراً فقط، لأنّ الصهر عنده مطالب مختلفة لا يمكن لأي رئيس حكومة يحترم نفسه وعنده الحد الأدنى من الكرامة القبول بها؟

 

هل يوجد رئيس قوي يحوّل قصر بعبدا الى مستشفى، بسبب وضعه الصحّي، والأهم وضعه الخاص؟ وما حصل معه في السبعينات عندما كان قائد سريّة عام 1970، وبينما كان في دورة عسكرية في أميركا من خلال بعثة عسكرية، وكان قد دعاهم أديب الشرتوني مع مجموعة ضباط الى ڤيلّته، وكان عنده مسبح أحب الجنرال أن يجرّب حظه في السباحة فصدم رأسه في قعر «البيسين»؟

 

هل تعلم إنّ أكبر موظف في الدولة اللبنانية لا يوازي راتبه راتب سريلانكي، أوَبعد هذا كله تقول إنه «العهد القوي»؟

 

تتحدّث عن الحلفاء.. أنتم ليس لديكم حلفاء.. وهذا ما فعلتم مع الذين أوصلوكم الى الرئاسة. لقد خنتم «اتفاق معراب» وأصبح الدكتور جعجع نادماً على اتفاقه معكم.. خنتم الاتفاق مع الرئيس الحريري الذي ضحّى بكل شيء وقَبِل أن يتبنّى ترشيح الرئيس عون وذلك ضد إرادة جمهوره لأنّ جماعة الحريري يملكون تجربة سيّئة مع الرئيس عامي 1988 و1989 الذي جلس في قصر بعبدا ورفض إنهاء حالة التمرّد حتى جاءت «السوخوي» واقتلعته هارباً بالبيجاما من قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية.

 

لم يبقَ عندكم أي حليف.. يوجد عندكم رؤساء تتلقون منهم الأوامر وأنتم تطيعون.. وللتذكير بقيتم وأبقيتم الدولة من دون حكومة وعندما جاء الاتصال الهاتفي الايراني بالرئيس الفرنسي وبموافقة أميركية نفذتم التشكيل مثل «الولد الشاطر».

 

في عهد الرئيس القوي أصبح المواطن يتسوّل صفيحة بنزين أو صفيحة مازوت…

 

في عهد الرئيس القوي يُذَلّ المواطن أمام محطات البنزين والأفران وأمام البنوك.

 

كل هذا وتقول: الرئيس القوي والعهد القوي.. بالله عليك قُل لنا أين القوة التي تتحدث عنها؟